رؤية وابداع

ذات ليلة

رؤية وطن

ذات ليلة

ريهام مجدي القاضي

ذات ليلة ..

جاءتني عجوز ذات ليلة و أنا أبكي ..
سألتني لما تبكين ؟
فأخبرتها أنني متعبة و موجوعة جدا ..
أخبرتها عن الأشخاص الذين وثقت بهم و لكنهم خذلونني ..
أخبرتها عن الخذلان و كيف يكون ..
و عن الأحلام التي لم تتحقق ..
و عن بقايا أناس رحلوا و تركوا شظايا من ضرباتهم بجسدي ..
و أنني مهما حاولت التخلص منهم لا أفلح ..
سألتني العجوز ماذا أتمنى !
أخبرتها أن أولد من جديد ..
كأنني لم أكن هنا بالأمس ..
أريد ألا أتذكر شيئا من الماضي ..
أن أحيا بقلب جديد و عيون جديدة .. و جسد و روح لم يتعلقا بأحد ..
سألتني إذا كنت متأكدة تماما مما أريد ..
أخبرتها بالطبع ..
قالت ستنامين بقلبك الموجوع و تستيقظين و قد فُرغ تماما من كل الذكريات و الأوجاع و الأشخاص .. الذين مروا بك
و لكنني سآخذ أيضا بعضا من روحك يا عزيزتي ..
تلك الذكريات و هؤلاء الأشخاص توغلوا بروحك و تشبثوا بك .. لأقتطعهم منك يجب أن أقتطع جزءا صغيرا من روحك و قلبك ..
فهل أنت موافقة ؟
نعم نعم أوافق ..
بعد سبات طويل .. استيقظت
لم أجد العجوز .. ربما كان مجرد حلم ..
أشعر أنني خفيفة جدا .. أكاد أحلق ..
لا أشعر بأى أوجاع تثقلني ..
إنني ابتسم ..
ابتسامة تنبع من داخلي ..
لا أتذكر شيئا .. سوى عجوز كانت تربت على قلبي في الليلة السابقة ..
أشعر أن شيئا ما ينقصني .. لا أعلم ماهيته .. و لكنني بخير .. بخير جدا ..
أضع يدي على مقبض الباب لأفتحه ..
فيدخل النور و معه نسمات الهواء الباردة .. أبتسم ..
ثم أنطلق إلى الخارج ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا