مقالات

سنغافورة النهضة الشاملة الجزء الخامس

 

بقلم اروى علي

للجزء الأول اضغط هنا

للجزء الثاني اضغط هنا

للجزء الثالث اضغط هنا

تناولنا في الأجزاء السابقة عوامل نهضة سنغافورة خلال الخمسين عام الذهبية في تاريخها منذ استقلالها من الاحتلال الإنجليزي حتى خطوات البناء المتتالية اجتماعيا و وأخلاقيا وتعليميا وسلوكيا وسياسيا، وأخيرا اقتصاديا وهو موضوع مقال اليوم ،النهضة الإقتصادية التي حققتها سنغافورة في خمسين عام ،كيف كان شكلها وأبرز ما تم اتباعه فيها، رغم الصعوبات الكثيرة على أرض الواقع آن ذاك.

سنغافورة النهضة الشاملة الجزء الخامس
سنغافورة النهضة الشاملة الجزء الخامس

للجزء الرابع أضغط هنا

عوامل نهضة اقتصاد سنغافورة 

الإقتصاد السنغافوري معروف بتميزه، وهو ما يثير الدهشة كيف لجزيرة لا يتخطى سكانها ال6 ملايين ،بل فوق هذا ليس بها بترول او أي من المعادن الثمينة أن تتفوق إلى هذه المرحلة؟ التجربة رغم صعوبتها إلا أنها كانت نافعة لكل طوائف الشعب ،ويؤكد لي كوان يو أن لولا التناغم الإجتماعي بين الشعب وثقتهم في بعضهم البعض لما نجحت سنغافورة أبدا ،أي أن الوحدة الاجتماعية وإدارة تعليم ذا مستوى عالي بالإضافة إلى توجيه الشعب أخلاقيا كانت أسباب مهمة لتحقيق النهضة الاقتصادية.

اتبعت سنغافورة ثلاث سياسات رئيسية للارتقاء باقتصادها وكانت أولها ،بناء روابط بينها وبين دول العالم ،فبالرغم من صغر السوق السنغافوري بالنسبة لباقي الدول إلا أنها قامت بتوطيد العلاقات بينها وبين دول العالم أولا ثم استطاعت أن تبرز كفاءتها مما سهل عملية توقيع اتفاقيات عمل فاصبحت أحد أفضل الدول في الخدمات اللوجستية،جويا وبحريا .

سنغافورة صاحبة أكبر ميناء للحاويات العابرة في العالم ،لها صلات عمل متبادلة مع 600 ميناء حول العالم،كما تم اختيار ميناء سنغافورة كأفضل ميناء لما يقدمه من خدمات عالية تصل إلى 6800 رحلة بحرية في الإسبوع الواحد متجهة إلى 330 مدينة.

أما جويا فلها صلات عمل مع 130 دولة، حيث أن سنغافورة صلة ربط بين العالم الغربي والشرقي بحرا وجوا وقد أثبتت جدارتها بإدارة الموقع الجغرافي بكفاءة عالية.

أما عن السياسة الثانية المتبعة كانت تتمثل في اجراءات إبداعية تجذب الدول للتعامل معها ،من خلال تأسيس بنية تحتية للخدمات اللوجستية ،بالإضافة إلى التعامل الإلكتروني السريع الذي يوفر وقتا وجهدا كبيرين مع جودة اعلى .

مثلا في سنغافورة يمكن لأي فرد إنشاء شركتة الخاصة في دقائق معدودة من منزله ،بدون أي جهد يذكر أو إجراءات روتينية ليس لها داعي.

ثالثا اتبعت سنغافورة سياسة تشجيع المشاريع الخاصة والاستثمار من الداخل والخارج، ذلك من خلال تسهيل طرق تأسيس المشاريع ، لمعرفتهم بأهميتها البالغة ،حيث أن الإستثمار يرفع من سوق البورصة واقتصاد البلاد مما يتسبب في دخول عملة اجنبية و يرفع من قيمة العملة المحلية.

ليس هذا وحسب بل يعمل على تنويع الأنشطة الداخلية في البلاد مما يحد الاحتياج للمؤسسات الأجنبية، وهذه طريقة فعالة لاعتماد الدولة على نفسها بشكل أفضل من وقوعها تحت رحمة الدول المساندة لها، جذبت سنغافورة المستثمرين الأجانب من خلال تقديم حوافز جيدة مما أدى إلى امتلاك سنغافورة 20 شركة خدمات لوجستية صنفت الأعلى جودة من بين 25 شركة من جنسيات مختلفة.

هذه الاستثمارات أدت إلى إرتفاع دخل الفرد من الناتج المحلي من 320 دولار الى 60000 دولار، حيث أوجدت الحكومة حلول للبطالة و الصناعة وتوفير انفتاح عالمي، كل هذا بفضل الانضباط والعمل الجاد.

كما أن سنغافورة حصلت على أعلى شهادة جودة في التعامل مع الشاحنات الدوائية والذي يتم تحت إشراف الإتحاد الدولي للنقل الدولي، بالإضافة إلى أنظمة التبريد المتوفرة لدى مطاراتها وموانئها مما يوسع دائرة التجارة والخدمات لديها، أيضا قامت بإنشاء خدمة منفصلة لاستقبال الشاحنات العاجلة في أي ظرف، وهو إحدى أهم نقاط تميزها على مستوى العالم.

سنغافورة مثال لايزال حي عن النهضة الشاملة المتكاملة التي تجمع الشعب تحت هدف واحد بطرق وأشكال متنوعة، التعليم والسياسة والعدالة والمساواة، الحق في الحياة الكريمة كلها كانت من إنتاج الشعب والحكومة اللذان وثقا ببعضهما البعض وانتجا سنغافورة الحالية .

رغم صغر حجم وشعب وثروات سنغافورة إلا أنها فعلت ما حلم به الشعب، لما لا يصبح وطننا العربي بكل ما يحتويه من ثروات بشرية ومادية وخبرات وعقليات متفوقة مثال آخر يحيا شعوبها نفس الحياة، بإمكاننا فعل ما ظنه البعض مستحيل على سنغافورة واليابان والمانيا وغيرهم من الدول التي نجحت في وقت قياسي ، يكفي أن نريد ذلك حقا وأن نبدأ بقلب رجل واحد كأمة واحدة، أمة واحدة فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا