ذات يوم
ذات يوم
صباح الخير
ريهام مجدي القاضي
رائحة الياسمين التي تفوح من حديقة منزلي حين تهب نسمة ريح تتطاير معها خصلات شعري و تغمرني بالياسمين فأغمض عيني للحظات و أحلق ..
كنت أنت النسمة التي كانت تلاطفني ..
و الياسمين الذي كان يغمرني ..
و المنزل الذي كنت أختبئ به مما أخاف و أحذر ..
كلما شعرت بالوحدة كنت أهرع إلى مكتبتي ..
أخرج منها كتابي المفضل و أقرأ و أقرأ ..
أغوص بين الأحرف .. حتى تتلاشى الوحدة و يسكن قلبي .. و يهدأ ..
كنت أنت مكتبتي التي تعانقني ..
و كتابي المفضل ..
كنت كالأحرف التي تراقصني …
كنت هدوء قلبي و سكونه ..
كنت إذا اشتد بي الوجع و خانتني عيني..
كنت أكتب .. أنزف حبرا على أوراق بيضاء..
حتى يُشفى قلبي ..
كنت أنت القلم و الحبر و الورقة البيضاء و كلماتي التي انسابت مني رغما عني ..
كنت أنت ذلك الصديق الخيالي الذي لا يفارقني ..
و فارس الأحلام الذي يمتطي جواده الأبيض ..
و علاء الدين ببساطه السحري ..
و يد جدتي التي كانت تربت على أوجاعي ..
كنت أنت أشيائي الجميلة كلها ..
حتى صرت ذات يوم تلك الرصاصة التي اخترقت قلبي ..
و الخنجر الذي غُرز بلحمي ..
كنت أنت كل أشيائي الجميلة
حتى صرت ذلك السكين الذي نحرني و أسال دمي ..
كنت أنت كل أشيائي الجميلة .. ذات يوم ..