مقالات

الشعور الخفي وإظهار العكس

بقلم : حنان شوقي

كثيرًا ما تجبرنا الحياة على إظهار عكس ما نشعر به، تجبرنا أغلب الأحيان على إخفاء شعورٍ معين داخلنا، قد يكون غضبًا أو خوفًا أو حبَّا، تجبرنا أن نمثِّل القوة أمام ذلك الشعور الذي قد يسكن بنا دومًا ولا نخضع.

فهل من السَّيئ أن يضعف الشخص؟ هل يعيبه ذلك الضعف؟!

من الممكن بل من المؤكد أن نضعف جميعًا، حتى إن عزمنا على التمثيل الدائم أمام ذلك الشعور، ولكن إظهار عكس ما نشعر به لا يمكن أن يقضي على الشعور الحقيقي بل سيظل عالقًا داخلنا، قبل أن نبحث عن إجابة السؤال المطروح يجب أن نعلم أنواع الضعف، فالضعف أنواع.

أنواع الضعف، وكيف يأتي الضعف؟ وكيف نتغلب عليه؟ وهل التغلب عليه أفضل أم إظهار عكسه والتحلي بمزيد من القوة الزائفة؟!، أم الأفضل من كل ذلك الاعتراف بذلك الضعف والخضوع له؟!

أولاً: أنواع الضعف

جميعنا ضعفاء النفوس تلك الحقيقة المرعبة، فجميعنا نظل في ذلك الصراع الأبدي ونتأرجح ما بين ذنب واستقامة وذلك نوع الضعف الأول والوحيد الذي نتشابه فيه جميعًا.
وهناك ضعف قد يتملك الشخص تعظيمًا لتلك المشاعر التي قد تسكن بقلبك تجاه شخصً معين فتخضع لذلك الضعف، خشية خسارة ذلك الشخص أو خشية أن تجرح قلبه أو تؤذيه.

وهناك ضعف قد يكن متوارث من فكرة معينة كفكرة الخسارة بشكلٍ عام وفكرة المناصب بشكلٍ خاص، فهناك بعض الأشخاص التي تخشى كل ذي منصب وتشعر بالضعف أمامه وذلك قد ينبع من عدم الثقة بالنفس والشعور بأن الشخص أقل دائمًا من أي شخصٍ ذي منصب.

الشعور الخفي وإظهار العكس
الشعور الخفي وإظهار العكس

للمزيد من المقالات اضغط هنا

ثانياً: كيف يأتي الضعف؟ وكيف نتغلب عليه؟ وهل التغلب عليه أفضل أم إظهار عكسه والتحلي بمزيد من القوة الزائفة؟! أم الأفضل من كل ذلك الاعتراف بذلك الضعف والخضوع له؟!

السبب الأول للضعف هو الخوف، فالنوع الأول من الضعف هو الوحيد الذي عند الخوف يختفي بمعنى أننا إذا خوَّفنا الله من شيءٍ قد يغضبه سنضع ذلك الخوف أمام أعيننا، كي لا تضعف نفوسنا.

أما إذا تحدثنا عن باقي الأنواع سنكتشف أن الخوف هو نقطة بداية الضعف وبذلك قد يتطور الأمر ويصبح ذلك الضعف أمرًا عالقًا داخلنا دائمًا، وقد يصبح جزءًا منّا.

إذا تحدثنا عن التغلب على الضعف سنعلم أنه ليس من السهل التغلب على أمر أصبح جزءًا منك، فإنك إن قررت ذلك ستتخلى عن الشيء الذي ضعفت من أجله سواء كان شخصًا أحببته أو عملًا رغبت به، أما الاعتراف بالضعف فلن يعيب أي شخص فجميعنا ضعفاء وجميعنا نتحلى بالقوة الزائفة المبنية على اللاشيء، وليس لها أساسٌ قوي ولكننا نخشى كلمة ضعف من الأساس وكأنه عارٌ.

ولذلك نخفي الشعور الذي دومًا قد يضعفنا أمام الناس أو أمام من حملنا ذلك الشعور لهم، لماذا نخفي الحب ونتظاهر بالعكس على الرغم أن الحب قد يكون أسمى المشاعر بالحياة ولكننا نفضل إخفاؤه؟ لماذا نخفي الحزن ونتظاهر بالسعادة على الرغم أن الحزن حقٌ مباح للجميع وعلينا جميعًا الشعور به؟

سأترك الإجابة لكم لأنها ستكون أصدق مما أرويها، أنت أصدق شخص مع ذاتك فلا تضللها بما يطفئها، لا تخفي شعورك كي تتمتع بقوةٍ مزيفة قد تغيرك لشخص آخر، فكل شعورٍ تشعر به حقٌ لك والحياةُ حقٌ لك، لك حق الشعور وللجميع واجب التقدير وإن لم تلق تقديرًا فخذ حقك ولا تبالي بما على الجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا