مقالات

إبراهيم فريسكا وحمو بيكا وسباق التريند

بقلم : سحر إبراهيم

يشغلنا يوميا البحث وراء الترند والحديث السائد في السوشيال ميديا فتصعد للقمة أغنية عمرو دياب الجديد وتعتلي القمة لأيام إلى أن يأتي خبر أو فيديو يصبح حديث الجميع فيتنحى عمرو بأغنيته ويتصدر فيديو تلعثم حمو بيكا لأيام إلى أن يأتي تصريح لشرين أو فستان رانيا يوسف أو غيره ليتصدر الترند.

إبراهيم فريسكا وحمو بيكا وسباق التريند
إبراهيم فريسكا وحمو بيكا وسباق التريند

للمزيد من المقالات اضغط هنا

ومع الترند لا يهم ماذا تقول، الأهم لفت الانتباه ليتضاعف لديك عدد اللايكات و المشاركة وبلغة السوشيال ميديا (تركب الترند) وتحقق نسب مشاهدة على اليوتيوب، ويتضحم رصيدك في البنك هذه هى القاعدة التى يلتقطها المنتفعون ويعملون على تسويقها.

نماذج الترندات

حققت فيديوهات محمد رمضان أكثر من 66 مليون مشاهدة، وهذا يوضح لنا حجم النجاح الجماهيري لمحمد رمضان، وأيضا أغنية «الملك» حققت أكثر من 55 مليون مشاهدة. كما أصبح محمد رمضان وما يفعله محط سؤال أساسي في 90 % من أي لقاء إعلامي أو صحفي مع أي فنان.

يحظى حسن شاكوش بأكثر من مليون مشترك على يوتيوب، وبلغ عدد مشاهدات قناته 238,650,761 مليون مشاهد، والمتوقع أن يحصد شاكوش شهريا 345 ألف دولار شهريا، بما يعادل 5 ملايين و385 ألف جنيه شهريا، وأرباحا سنوية بقيمة 4.3 مليون دولار ما يعادل أكثر من 60 مليون جنيه مصري.

أما حمو بيكا فمن المتوقع أن يكون العائد الشهري له من موقع يوتيوب بـ 41500 ألف دولار أي ما بما يعادل 2 مليون و341 ألف و 500 جنيه شهريا، أما الربح السنوي فيصل إلى 1.8 مليون دولار، أي بما يعادل 28 مليون جنيه سنويا.

في مقابل تلك النماذج نجد نماذج أخرى إيجابية منها مايتصدر المشهد لمرة واحدة ومنها من يستطيع أن يثبت جدارته بصدارة المشهد لأكثر من مرة.

ولعلنا تابعنا أحدث ترند بالفيديو الخاص بالطالب المتفوق إبراهيم الملقب ب إبراهيم فريسكا وما حصده من نسب مشاهدة بالملايين إلى جانب ما لاحظناه من حفاوة المصريين بمثل هذا النموذج المشرف والذي يدل على تعطش الناس لعرض نماذج مشرفة.

وأحيانا مايكون الترند إيجابيا ويساهم في خلق رأي عام نحو قضية ما ويحولها إلى موضوع رأي عام، من خلال الوسوم “الهاشتاجات” التي تصبح الأكثر تداولاً بين جميع الفئات. مثلما تحولت قضية مقتل الشاب محمود البنا، المعروف إعلامياً باسم شهم المنوفية، إلى قضية رأي عام، حيث تعاطف معه الجميع وطالبوا بإعدام قاتله الشاب محمد راجح.

كيف يصنع الترند ؟

كم المشاهدات الهائل الذي يصل إليه مثل هذه الفيديوهات يحدث بسبب أفراد هم أنفسهم يسخرون ويرفضون هذه النماذج بل أحيانا يصاحب مشاركتهم الفيديو على صفحاتهم كلمات مستهجنة ورافضة للمحتوى.

لكي يصل أي موضوع على الإنترنت لمرحلة “الترند” يجب أن يقوم أكثر من 10 آلاف مستخدم بالحديث عنه. ويجب أن يكون كل هؤلاء المستخدمين في منطقة جغرافية معينة كبلد واحد، أو تربطهم علاقة واحدة ومع مجتمع يعاني من سطحية التفكير يحدث ما يعرف بظاهرة القطيع، حيث يسعى الكل للمشاركة حتى وإن كانت بدون فعالية أو تأثير.

ويرى المتخصصون أن ظاهرة القطيع تكون أشبه ببصمة البطة التي تتبعها أفراخها فيتبع الكل من بدأ “الترند” وتكون نهاية الترند حين يظهر حدث أخر ملفتا الانتباه ليبدأ القطيع ثانية تتبع خطوات جديدة.

كل ما علينا لكي نوقف مثل هذه النماذج عن الانتشار أن نتوقف نحن عن فضول المشاهدة ونفهم أن عمل مشاركة لهذا المحتوى هو نجاح له مهما كان تعليقك المصاحب.

هل يمكن أن نصنع نحن الترند ؟

لعلنا نكون بحاجة إلى التعرف على آلية صنع الترند ويكون بيننا من يستطيع أن يصدر للمشهد النماذج الإيجابية والوسوم الفعالة وقتها نكون قادرين على عمل حملة مضادة نحقق بها الترند ولكن فقط علينا أن نعرف كيف نستخدم نفس السلاح ولابد هنا أن ننوه إلى أهمية اختيار النماذج الإيجابية والمحفزة وليس صعبا البحث عن نماذج مثل .إبراهيم فهم كثيرون ونضعها في صدارة الترند. 

وهنا أؤيد مبادرة الدكتور حاتم محمود، مصور فيديو بائع الفريسكا والتي أشار فيها إلى أن فيديو “بائع الفريسكا عمل 2 مليون مشاهدة على تويتر فقط ومن ثم أصبح تريند، وهذا يؤكد أن المصريين متعطشون لرؤية مثل هذه النماذج الناجحة وأنه يطمح إلى تحويل هذه الواقعة إلى مبادرة مجتمعية تهدف إلى البحث عن “إبراهيم”، فى مختلف أنحاء مصر، وتوثيقها وتسليط الضوء عليها من أجل تحفيز المجتمع.

يبدو أن الأمر يحتاج إلى مبادرات مماثلة تطرد فيها العملة الجيدة كل العملات الفاسدة.

لنطمح إلى يوم يعتلي الترند إبراهيم و أمثاله وتتنحى جانبا كل النماذج المرفوضة.

المراجعة اللغوية لـ: أمل محمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا