رؤية وابداع

أصبحت مكالماتنا قصيرة

 

بقلم /منار عبدالهادي

لا تتعدى الدقيقة
وإذا قررنا تحدي الزمن فقد نصل بها لخمس دقائق بالكاد
أذكر أننا لم نكن نمل الحديث وإن انتهى أطلنا السكات
فلا بأس بصمت شهي يداعب الروح والقلب وبعض العقل
أتذكر لوعتي الأولى بغيابك الأول
وحسرتي الأولى في خيانتك الثانية
وهدوئي الأول في رجوعك الثالث
لقد أصبحت مكالماتنا قصيرة
قصيرة جدا
نفعلها وكأنما ننتهي من واجب علينا فعله حتى لا يؤنب أحدنا الآخر
أو علي الأصح
حتى لا أؤنب أنا الآخر
فالآخر أبدا لا يلوم
لا يعتب
لا يفتقد
لا ينظر للوراء
ولا يؤنب
أبدا لا يؤنب
أصبحت مكالماتنا قصيرة جدا
فهل يعني ذلك أنها علي وشك الإنتهاء ؟
كما انتهت محادثاتنا الليلية الطويلة ؟
أو كما انتهت محادثات الاستيقاظ الصباحية ؟
أو كما انتهى كل شئ
أجمل ما قيل فالحب
أننا فريق ….يكمل أحدنا الآخر
يستوعب أحدنا الآخر
يخفي أحدنا عيب الآخر
ويحتمل أحدنا خطأ الآخر
فريق
يسقط ليقف
يخسر ليفوز
ينتهي لينهض من رماد
هكذا يعمل الفريق
ولكن
مع الأسف
أصبحت مكالماتنا قصيرة
قصيرة جدا
أقصر من أن أجد متسعا فأتخيل كيف تجلس
أو أن ألاحظ صوت نبضك
اقصر من أخبرك أبسط الأشياء
كأحبك مثلا
أو
أفتقدك بشدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا