رؤية وابداع

(ذاك المساء)

كتب /نانسي طه

في مساء ذاك اليوم
أحست أنها تحتاجه بشدة
ينقصها وجوده
تريده بجانبها
تود سماع صوته
تود التحدث معه لمدة طويلة
كانت تشتاق له كثيراً
للحد الذي جعلها تتصل به أكثر من مرة
لتخبره بذلك
ولكنه في كل مرة كان يرد فيها
كان رده بارداً
وصوته باهتاً خالياً من المشاعر
كان يخبرها في كل مرة أنه مازال في الخارج ولن يعود الآن
وأنه لا يستطيع التحدث في الوقت الحالي
فكان كل ما عليها فعله في كل مكالمة
هو الصمت
وإخباره أنها لا تريد شئ
فقط تتصل لتطمئن عليه
فهي لم تشعر أن اتصالها به لعدة مرات
أشعره باهتمامها به
أو بأنها تريد التحدث معه
لم تشعر بسعادته لسماع صوتها أكثر من مره
فقط أحست أنها كانت مصدر إزعاج بالنسبة له
فهو لم يشعر بأنها كانت تحتاجه بشدة
ولم يشعر أنها كانت تود البوح بالكثير له
ولم يشعر أنها كانت خائفة وتريد الاطمئنان منه
ولم يشعر أنها كانت تريده بقربها
لم يشعر بكل هذا!
تركت هاتفها بجانبها بكل حسرة
وتنهدت تنهيدة حزينة
وقالت في نفسها: بالتأكيد سيعاود الاتصال بي لكي يطمئن علي ويسألني ماذا كنت أريد! ولماذا اتصلت به مرات عدة!
ظلت تفكر فيه كثيراً وتسترجع جميع ذكرياتها معه
وترسم في مخيلتها الكثير من الخطط
وتنفذ الكثير من السيناريوهات
حتى أتاها النعاس من شدة التعب
فنامت دون أن تشعر
وكانت على يقين تام بأنه سيعاود الإتصال بها إلى أن تستيقظ وترد عليه
وسيرسل لها رسالة يسألها عن ما كان بها
استيقظت بعد نومة عميقة لم تشعر فيها بأي شئ
لتمسك بهاتفها مسرعة لتتأكد من صحة رهانها لذاتها
بالفعل إتصل بها
ولكن مرة واحده فقط
نعم أرسل لها رسالة
ولكنه لم يسألها فيها عن ما كان بها! ولا ماذا كانت تريد!
لم ينتابه القلق عليها
ولم يشعر أنها كانت تحتاجه بشدة
ولم يفهم أي إحساس أحست به حين حدثته مراراً وتكراراً
أصابتها خيبة أمل شديدة الألم
وتنهدت تنهيدة طويله كادت تقبض أنفاسها
وأحست أنها وحيدة
وحيدة للغاية
ظلت صامتة
في حالة من الدهشة
لا تستطيع استيعاب ذلك الإحساس اللعين الذي أحسته
لا تستطيع مقاومة الخيبة
وكل ما كان يدور في ذهنها سؤال واحد
( هل مازال يحبني أم أنه لم يعد يحبني؟)
ثم سحبت الغطاء وأختبئت بداخله في أحضان فراشها الذي يحتويها دوماً
وأغمضت عينيها لترى عتمة تامة
ثم نامت في سلام .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا