رؤية وابداع

أنثى تحترِق

بقلمي : سلوي صبح

في رُكنٍ سحيقٍ من هذا العالمِ،
أخلُد إلى النوم الموتُ المؤقت،
أتوارى فيه من خيباتي وانكساراتي المُتلاحِقة،
رباه ما أكاد أقِف على قدمي حتى أقعُ مرةً أُخرى،
وتتوالى الإخفاقاتُ من حولي،
ما زِلتُ أقاوِمها بكل ما أوتيت من قوة،
ولكنها تُصِر على هلاكِي يالوقاحتِها!
وأحياناً كثيرة تبتُز مشاعِري،
وتبتُر أجزائي فلا أقوى على النهوض،
أُخفِقُ مرات وأتجاوزُ أُخرى،
أشتعِلُ بالعطاءِ حدِّالاحتراق،
ولا أجدُ في كثيرٍ من الأحيان من يستحِقَ كُلَ هذا الزَخم من العطاء،
مَنْ يُقَدِرُ معنى التضحية بالنفس والروح لإسعادِه؟
فالبشرُ جميعُهم سواء،
يسعدون بنَيلِ ما يرمونَ إليه،
متكالبون على المصالِح الشخصية،
كما قال فيهم عَز وجل:
(ألهاكُمُ التَكاثُر حتى زُرتم المقابِر)
تكالُب على ملء البُطون وكثرة المال والولد،
مبدأ الأخذِ المُستمِر دون العَطاء،
فقدراتهم على العطاء تكاد تكون مُنعدِمة،
الكُلُ مِنْ حولي يَأْخُذ ،
ومَنْ سيعطي؟
مَنْ يُعطي هو فقط مَنْ يُحِب بِصدق،
وليس حُبُه قاصراً على فرد بعينه،
وإنَّما يُحِبُ الخيرَ للبشر جميعا ،
ومَن يستحِق الحب والعطاء!!!
فقليلٌ ما هُم،
أنثرُ الحُبَ أنواراً تُضئُ الطريقَ لِمَنْ يستَحِق ومَنْ لا يستَحِق،
بينما أنا أُنثَى تحترِق،
تحترِق وما زالت مُشتعِلة،
وأحياناً نفسي تُراودُني بالتَّخلي عَمَّن حولي،
وأعتقد يقيناً أني لا أقوى على الفِعل،
إِنَّمَا أقوى على البُوحِ بِمَا يُكِنُه صدري،
وصدري يحدِّثني بأنه لا أحدَ يستَحِق،
فأتوجه بعطائي إلى خالِق البشرِ،
فدعوني احْتَرِق ُعطاءاً،
وأتَحمل النُكران،
وأعوَّد نفسي على تحمُّل الأنانية المُطْلَقة مِمَّن حولي،
تِلْكَ هي الْحَيَاةُ لِمِثلي عَطاءٌ مُستَمِر.
إمضاء:
أُنثَى تحتَرِق.
#همسات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا