مصاص الدماء

بقلم سلوى صبح 

يوجد نوع من البشر أقل ما يُقال عليه أنه مصاص للدماء….
فهو لديه القدرة على الأخذ وفقط…
يستخدم كل الطرق الملتوية كالأفعى للحصول على ما يريد
بل وفوق مايريد…
وإذا وصفته بالإستغلالي فهذا قليل…
وإذا وصفته بالطماع فقد بخسته…
وإذا وصفته بالدنيء فقد ظلمته…
هذا النوع من البشر لا يرحم أحد حتى نفسه يُهلكها…
يظل وراءها حتى يقتلها بكثرة الظُلم….
وللأسف هو ضعيف بل في قمة الضعف…
وذلك لسبب بسيط لأنه لايقوى على غير من دونه من القوة والحيلة…
أما الشخصية القوية فيقفز عاجز أمامها بل يفِرُ منها كالفأر…
هو ليس لديه القدرة إلا على إمتصاص دماء الضُّعَفَاء …
ويتمثل ذلك في صورة استهلاك الآخرين بدنياً ونفسياً ومادياً…
فإذا انتهى من حاجته ولَم يجد لديهم شئ ليستنفذه…
بحث عن مصدر آخر للإنتفاع…
وتوجد أمثله كثيرة لهذا النوع في المجتمع:
الزوج الذي يسخر كل طاقة زوجته لخدمته دون العون منه…
بل وإن كانت ثرية يستولى على مالها…
ويهلكها نفسياً بكافة الأعباء ولا يعلم أنه بذلك يخاف شرع الله
حيث أن المبدأ الإسلامي واضح فقد قال تعالى:
(يأيها الذين آمنوا لا يُحِل لكم أن ترِثوا النِّسَاء كرهاً ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعضِ ما آتيتموهن )سورة النساء الآية ١٩.
والمِثال الثاني للمرأة التي تستهلك زوجها مادياً ونفسياً وتتجبر عليه ثم تتركه بمفرده لأنه ضعيف غير قادرعلى الرد عليها.
والمثال الثالث لرجل أعمال يستغل العامل عنده حتى يمرض فيلقي به خارج عمله دون تأمين يساعده على الحياة.
ويوجد في المجتمع أمثله كثيرة لا يكفي الوقت لذِكرها..
إتقوا الله وارحموا تُرحموا ،سترجعون إلى الله،وستُسألون
عن حقوق العِباد ولن تجدوا العفو منهم،فلا تظلموا أحداً،
ولا تمتصوا دماء المساكين،فدعوتهم كفيلة بأن تحول حياتكم
لجحيم.