رؤية وابداع

اغتراب

بقلم منار عبدالهادي

وإن سألتيني عن الغربة صغيرتي فسأجيبك بأنه
قد يصبح الانسان مغتربا وهو داخل الجدران الأربعة
ناهيكِ عن قضبان الغربة التي اعتدنا معناها ….فاغتراب الوطن قاسي
قاسي جدا
وربما ما يجعله قاسيا انك تُقتلع من جذورك فتجد نفسك غريبا
تحمل فقط من ذاتك حقيبه سفر محمله ذهابا ببعض ثيابك التي اعتدتها وصوره جمعتك بأحد الأصدقاء وربما تحمل فرشاه اسنانك او تفضل شراء اخري جديده
وتحمل بقايا جذور وبذور ربما صلحت لتربه اخري وربما ماتت من البرد
ومحمله ايضا في العوده …ببعض ثياب وهدايا اختارتها بعنايه للمقربين وامال ان تلتقي صديق الصوره ….فتتحطم امالك فور تلامس قدميك الارض
فلا احد بانتظارك….التأمت الحياه من بعدك فأصبحت مغتربا في حضن الوطن
ولكن اشد انواع الغربه وطأه هي غربتك عن حالك
فتصل الي تلك النقطه التي تنظر فيها مرآتك فلا تراك
بل تري شبحا لشخص حمل تجاعيدك ولكنه ليس انت
والاغتراب حقا هو ان تغترب عن الاخرين …فتجد نفسك في معزلا عنهم لا لانك تفضل الوحده ولكن لانكم لم تعودوا لتجدوا وطنا يربطكم
فلا اشواق ولا فقد ولا حنين
تلك هي الغربه يا صغيره
وقد تأتي غربه من الغروب
وبرغم كل تلك السنين من العمر لم الحظ تلامس الحروف الا الان
فربما اتت الكلمه من غروب
وان كنا بهذا القدر من التشاؤم فسنري في الغروب جريمه قتل مكتمله الاركان……فروح تزهق ودماء تسيل وشهود متسترين في غطاء الليل
……ولكن نظرا لتفاؤلي الحاد
الحاد جدا كما تعرفيني
فانا اري في كل غروب…..مخاض لضحيه جديده

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا