رؤية وابداع

قصة غير قصيرة

الحلقة السادسة

بقلم : ريهام المكاوي
 

(علياء يا علياء)، قامت صديقتها نبيلة بالنداء عليها مرة أخرى لكى تخرجها من شرودها الذي آثرت أن تضع نفسها فيه خلال الفترة الماضية، فقالت (علياء): حسنًا إنني قادمه .
ففي أثناء جولتهم في متحف اللوفر بباريس التقت علياء وصديقتها نبيلة بمجموعة من الأصدقاء الجدد عليهم بالكلية، كانت نبيلة قد قامت بترتيب موعد مسبق معهم وهذا الموعد كان من أجل الإلتقاء في المتحف من أجل أن تتيح الفرصة لعلياء لإلتقاء أناس جديدة والتفاعل معهم والحصول علي خبرات وأشكال أخرى للحياة .

كان هؤلاء الأصدقاء عبارة عن مجموعة من العاملين في المهن المختلفة مثل: التدريس- الهندسة- الطب – فنانين وشعراء …..الخ، وكانت علياء لم تلتقي بمثل هؤلاء الناس من قبل ولم تتعود أو تعرف التغيير في حياتها على الإطلاق .
كانت علياء مأخوذة بمشهد المتحف من الخارج ومأخوذة بأشكال الناس المختلفة التي كانت علياء تراهم لأول مرة، ولكن رغمًا عن رغبة علياء قامت علياء بتذكر مرة أخرى لقائها الأخير مع طبيبها النفسى، وقامت بتذكر تفاصيل سردتها عليه عن أسباب زيجاتها المتكررة وعن أسباب فشلها المتكرر في حياتها .

“حينما كان يقوم والداى بالتنازع فيما بينهما كنت أقوم دائمًا بفض مشاحناتهما وكنت أقوم بالتشاجر مع والدي من أجل والدتي وكنت متأثرة بأفكار والدتي ومشاعرها غاية التأثر وكنت وأنا طفلة أقوم بالتشاجر مع والدي من أجلها وقد ترك هذا أثره في نفسي فبدلًا من أن أحب والدي ويحتويني فقد تأثرت مشاعري تجاهه ولم أعد أدري هل أنا أحبه أم أكرهه؟، وكانت والدتي لا تتوانى في فض الخلافات والمنازعات بينهما إلا بالشجار والصراخ والصوت العالي، لقد كنت أتمزق من داخلي ولا أدري سببًا لذلك التمزق ولا أدري لماذا أصبحت على هذه الحال؟، لقد كانت مخيلتي تخيل الأمر إلي أنهما يقومان بقتل بعضهما البعض وفي إحدى المرات بالفعل قمت بالنزول مسرعة إلى أحد أقاربنا وقلت له أنهما يقومان بقتل بعضهما البعض بالفعل، لا أدري أى زواج وأى حياة تلك التي يأخذنوها بينهم بهذه الصورة وهذا الشكل وتحت أى مبررات أو مسميات؟ “.

“هذه هى الأستاذة علياء وتعمل كصحفية وقد انضمت إلينا اليوم للمرة الأولي في جولتنا المرتقبة في متحف اللوفر بباريس”، بهذه الكلمات البسيطة أعادت نبيلة صديقتها علياء إلي أرض الواقع مرة أخرى وهى تعلم فيما شردت .
نظرت علياء والخجل يعتريها لشرودها الدائم والمتكرر إلي هذه المجموعة الجديدة من الناس التي تراهم للمرة الأولي في حياتها، وقامت بالإبتسام لتلك المجموعة الرائعة التي طالما تمنت أن تلتقي بأناس مثلهم مختلفين في الفكر والثقافة عما اعتادته في مجتمعها ودائرتها وعما تعودت سماعه من أفكار مغلوطة أودت بحياتها فيما مضى.

قد كانت المجموعة الجديدة عبارة عن مهن مختلفة، من شعراء وأدباء وفنانين وأصحاب مهن مختلفة في الطب والتدريس والهندسة والعمارة قامت علياء بالترحيب بهم على وجل وخجل .

“أنا غادة وأعمل كمعلمة مرحباً بكي يا علياء” قالت لها علياء: “مرحبًا”.
“أنا ندى وأعمل كمديرة بنك، مرحبًا بكي يا علياء” فرحبت علياء بها .
“ماذا تنوين أن تشاهدي يا علياء في جولتنا الآن في المتحف ؟” سألتها غادة .
فقالت علياء: “أنوى أن أشاهد ما أستطيع حتى ينهكني التعب وأن أتمتع لآخر قطرة من حياتي”
نظرت علياء إلي متحف اللوفر الذي تراه لأول مرة في حياتها مأخوذة بشكله الجميل وتفاصيله العريقة، وفجأة وجدت علياء نفسها في المتحف تستطلع أجزائه وفي مواجهة المدخل الخاص به والذي هو عبارة عن تحفة معمارية في تصميمه ويتكون من هرم زجاجي ضخم، ولا تصدق علياء الآن أنها في عاصمة النور والجمال باريس وفي أحد أكبر المعالم الخاصة بها وهو متحف اللوفر، حانت من نبيلة التفاتة بسيطة إلى علياء فوجدتها قد تخلفت عن الركب قليلًا، فآثرت أن تتركها مثلما تريد تفكر وتتأمل أثناء الجولة على ألا تتخلف عنهم .
ولأن المجموعة كانت جديدة عليها فإن علياء كانت مترددة في الإختلاط بهم، ولكنها أصبحت على يقين من أنها قد وضعت قدميها على الطريق الصحيح للتغيير الآن وأن حياتها سوف تتبدل بعد ذلك .

يتبع،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا