بحر القلم “أمل دنقل”.. في ذكرى وفاته .. قيمة الضوء الطليق شاعر النضال صاحب قصيدة “لا تصالح”
غادة الحناوي
مولده ونشأته
_ مسيرته وأهم إنجازاته
الانتقال من الصعيد إلى القاهرة
أهم إصداراته وأعماله الشعرية
_ اصابته بمرض السرطان ثم رحيله
“لا تصالحْ.. ولو منحوك الذهب.. أترى حين أفقأ عينيك.. ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى؟ هي أشياء لا تشترى”، بداية أهم وأشهر قصيدة كتبها أمل دنقل ، ورسخت في الوجدان ، كما ترسخ الرمال في بحر لا تتحرك ، كتبها حتى تظل رمزاً من كلمات المقاومة ويظل مرتبط باسم أمل دنقل الشاعر المصري الذي تتخلخل بداخله العروبة وحبه للوطن .
للمزيد من التقارير أضغط هنا
بحر القلم “أمل دنقل”.. في ذكرى وفاته .. قيمة الضوء الطليق شاعر النضال صاحب قصيدة “لا تصالح”
يستعرض معكم “رؤية وطن ” في ذكرى رحيل الشاعر المصري الجنوبي أمل دنقل ،وأهم ما عرف عن مسيرته وإنجازاته وأهم إصداراته الشعرية كما يلي :
مولده ونشأته
ولد أمل دنقل، في صعيد مصر من عائلة صعيدية في عام 1940 في قرية القلعة، مركز قفط في محافظة قنا ، ورحل عن عالمنا في مثل ذلك اليوم 21 مايو عام 1983م عن عمر قد ناهز 43 سنة، وكان متزوج من الصحفية “عبلة الرويني”.بحر القلم “أمل دنقل”.. في ذكرى وفاته .. قيمة الضوء الطليق شاعر النضال صاحب قصيدة “لا تصالح”
وعن أهم ما عرف عن الشاعر ونشأته، كان والده عالماً من علماء الأزهر الشريف، مما كان له الأثر الكبير في تكوين شخصية أمل دنقل وفي شكل قصائده بصوره كبيرة ، أطلق عليه أسم “أمل دنقل” ، لأنه ولد في نفس العام الذي حصل فيه والده على شهادة العالمية فأطلق عليه اسم أمل نظرا لابتهاجه بالنجاح الذي قد أحرزه .بحر القلم “أمل دنقل”.. في ذكرى وفاته .. قيمة الضوء الطليق شاعر النضال صاحب قصيدة “لا تصالح”
مسيرته وأهم إنجازاته
تعتبر موهبة الشعر عند أمل دنقل هي موهبة وراثية من والده ، الذي كان يكتب الشعر العمودي، والذي كان يمتلك مكتبة كبيرة تضم الكثير من كتب الفقه والشريعة والتفسير التراث العربي مما كان له أثر كبيراً على شخصية “أمل دنقل” وساعد في تشكيل مقومات شخصيته الأدبية مبكراً، فلقد حرص والده وهو في سن العاشرة من عمره أن يدعمه ويدفعه بأستمرار مما جعله صاحب النظرة الحزينة في قصائده .
بحر القلم “أمل دنقل”.. في ذكرى وفاته .. قيمة الضوء الطليق شاعر النضال صاحب قصيدة “لا تصالح”
الانتقال من الصعيد إلى القاهرة
انتقل أمل دنقل إلى مدينة القاهرة، بعد أن انتهى من إستكمال دراسته الثانوية في مدينة قنا، وفي القاهرة التحق إلى كلية الآداب، لكنه لم يستكمل دراسته وانقطع عن الدراسة من العام الأول، حتى يعمل موظفاً في محكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية، ثم بعد ذلك ينتقل إلى العمل موظفاً في منظمة التضامن الأفروآسيوي، كان يترك العمل، وينشغل في كتابة الشعر.بحر القلم “أمل دنقل”.. في ذكرى وفاته .. قيمة الضوء الطليق شاعر النضال صاحب قصيدة “لا تصالح”
استلهم “أمل دنقل” معظم قصائده، من اهم كتاب التراث العربي، الذي، كان منتشرا بكثرة في هذا التوقيت ،وقد تأثر بالميثولوجيا الغربية بوجه عام واليونانية بوجه خاص، وقد كان عصر “أمل دنقل” هو عصر أحلام العروبة والثورة المصرية مما كان له دورا كبير في تكوين شخصيته والأثر على نفسيته أصاب بإحباط شديد مثل كل المصريين في عام 1967عند حدوث “نكسة يونيه ” وقد جعلته الصدمة والحزن يكتب قصيدته “البكاء بين يدي زرقاء اليمامة” ومجموعته في أول تعليق على الأحداث ومجرياتها.بحر القلم “أمل دنقل”.. في ذكرى وفاته .. قيمة الضوء الطليق شاعر النضال صاحب قصيدة “لا تصالح”
رأي ” أمل دنقل” مرحلة النصر، وكان من أشد المعارضين لتوقيع معاهدة السلام، وعند إذا كتب وقتها أروع ما قد كتبه من قصائد وهي الأكثر شهرة على الإطلاق “لا تصالح” والتي اخرج من خلالها كل مشاعره ومشاعر جموع المصريين، ظهر أثر هذه المعاهدة وأحداث يناير عام 1977م في مجموعته “العهد الآتي”، وكان موقفه هذا سبب في اصطدامه عدة مرات مع الحكومة المصرية فلقد كانت أشعاره ترددها الجماهير الغاضبة في المظاهرات بأستمرار.
بحر القلم “أمل دنقل”.. في ذكرى وفاته .. قيمة الضوء الطليق شاعر النضال صاحب قصيدة “لا تصالح”
أهم إصداراته وأعماله الشعرية
كان ” أمل دنقل” في قصائده يعبر عن مصر والصعيد واهل الصعيد ، نرى ذلك متجليا في قصيدته “الجنوبي” في آخر مجموعة شعرية له “أوراق الغرفة 8″، حيث تعرف القارئ العربي على قصائد شعره من خلال ديوانه الأول “البكاء بين يدي زرقاء اليمامة” الصادر عام 1969 الذي تكلم فيه عن مشاعر المواطن العربي بوقوع نكسة 1967 وارتباط ذلك فترة طويلة في وعي القارئ لقصائده .
أهم الأعمال
صدرت له ست مجموعات شعرية هي: “البكاء بين يدي زرقاء اليمامة” بيروت 1969، تعليق على أحداث بيروت 1971 “مقتل القمر”، بيروت 1974، “العهد الآتي” بيروت 1975 “أقوال جديدة عن حرب بسوس” القاهرة 1983 “أوراق الغرفة” 8، القاهرة 1983، اجازة فوق شاطئ البحر”.بحر القلم “أمل دنقل”.. في ذكرى وفاته .. قيمة الضوء الطليق شاعر النضال صاحب قصيدة “لا تصالح”
إصابته بمرض السرطان ثم رحيله
أصيب “أمل دنقل” ب بمرض السرطان، وعانى منه فترة ثلاث سنوات وتجلت معاناته مع المرض في في مجموعته “أوراق الغرفة 8” وهو نزيل في غرفته في المعهد القومي للأورام والذي قضى فيه أربع سنوات كاملة ، وقد عبرت قصيدته السرير عن آخر لمحات ومعاناته في المرض ،حيث كتب قصيدته “ضد من” التي نقلت تلك المعاناة بشكل كامل كانت آخر قصيدة كتبها دنقل هي “الجنوبي”.بحر القلم “أمل دنقل”.. في ذكرى وفاته .. قيمة الضوء الطليق شاعر النضال صاحب قصيدة “لا تصالح”
كانت آخر لحظاته في الحياة بصحبة د.”جابر عصفور “والشاعر الكبير “عبد الرحمن الأبنودي” صديق عمره، وهو يستمع إلى إحدى الأغاني الصعيدية القديمة، كانت آخر وصية له أن يتم دفنه على نفقته الخاصة ولكن أهله قد قاموا بالأمر بالكامل .
بحر القلم “أمل دنقل”.. في ذكرى وفاته .. وقيمة الضوء الطليق شاعر النضال صاحب قصيدة “لا تصالح”
رحم الله المناضل الجنوبي صاحب النضال الطويل ،والمقاومة المشروعة ،من عرفنا أن الحرية تتنزع ولا تشترى.
