التجارة باسم الدين والدعوات الإرهابية لقتل النفس من أعظم صور الفساد

110

زينب سعد

العنف والتخويف لا بصلح بل هو سبيل الطغاة وطريق الخروج عن الحق

النهي عن الفساد في القرآن

اول طلب طلبه سيدنا ابراهيم عليه السلام من ربه

ما هو أثر الفساد في الأرض

كيف حارب الإسلام الفساد

وما هي سبل مواجهة الفساد

نهى الله جل وعلا عن الفساد في كل صوره فقال تعالى 《ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها 》 [الأعراف : 56 ] ” وقال الإمام ابن القيم رحمه الله ، فإن سبب فساد الناس أنهم تركوا الدعوة، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في إفشاء السلام ، وقاموا باستغلال آيات القرآن وحرفوها ، وتم تفسيرها لإرضاء أهوائهم ، لكن علينا أن نشار في إصلاح ما أفسده الطغاة ، وعلى كل فرد منا أن يبدأ بنفسه أولا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ناهيا عن ترويع الآمنين ” لا يحل لمسلم أن يروع مسلما ” ، فأين نحن من اتباع سنة رسولنا الكريم، وليس باتباع من هم يستغلون كتاب الله في هذا الفساد ، ولقد حذرنا الله منهم أشد التحذير في قوله تعالى 《ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ¤ وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد》[الروم 204-205].

الفساد ظاهرة قديمة في الأمم ، وفي كل العصور،وإن استغلال الدين والتجارة به لتمرير كل ما يطلب الفاسدين، وتصريح بالفتاوى المبنية على تفسيرات تلون الحقيقة ، هذا هو الفساد بعينه ، وإثارة الفوضى الحياتية ، إن من يسعى لزعزعة الأمن والنهب والترويع ، وقتل النفس التي حرم الله ، إنما يريد الفساد في الأرض.

يريد الإنسان العيش في الأمن والأمان ، فلننظر إلى طلب إبراهيم عليه السلام من ربه فقال الله تعالى : 《وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام 》[إبراهيم : 35]. وفي آية أخرى : 《وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر》 [البقرة : 126]، فهذا هو أول طلب طلبه إبراهيم عليه السلام هو تحقيق الأمن ، وقال تعالى في سورة قريش : 《فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف》، هذه الآيات تبين لنا أهمية الأمن والأمان في حياتنا .

الفساد له أوجه كثيرة ومنها نشر الأقوال الفاسدة ، وتحريف الكلم عن مواضعه ، وزعزعة الأمن ، وحمل السلاح لترويع الآمنين ، وقتل النفس التي حرم الله، وأيضا الفرقة بين المجتمعات والشعوب ، فقد نهى الله عن الفرقة ، وإنشاء أحزاب مختلفة المسار ، مما جعل في نفوس العباد شك في كل شئ ، وعدم ثقة لمن يتبعون كلام الله وسنة رسوله من أهل العلم ، وأصبحنا نخاف من الآراء الدينية في حياتنا العادية، وإليكم هذه الآية التي نهى الله فيها هذا الكلام ، قال تعالى : 《 ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم》، وقال سبحانه وتعالى : 《 واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا 》، علينا أن نقوم بدورنا في النصح لمن يسعى إلى الفرقة بين الناس ، وإلا حذرنا منه .

الله جل وعلا رسم طريقا للعباد يسيرون عليه ، فهو طريق الخير والفلاح ، وهو طريق الاستقامة والعزة والكرامة ، وهو ما أنزل به رسله وأنزل به كتبه ، ويجب علينا أن نمشي على نهج هذا الطريق المرسوم ، نهج الصلاح والإصلاح ، قال تعالى :《وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله 》، الفساد هو سبب كل نقمة ، وعنوان كل شقاء ، وإن كل بلية تحدث بسبب الانحراف عن طريق الصلاح ، وكذلك العنف والتخويف والإرهاب والتجارة باسم الدين، وإن الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو طريق الرشاد ، ويقتضي منا العقل والعدل والحكمة ، كما قال الإمام مالك رحمه الله : ” لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها “.

يجب أن نبدأ بأنفسنا أولا ، ثم علينا بالنصح لمن يعرض عن طريق الحق، والإفساد يجب التصدي له ، ويجب أن نسعى بكل ما نستطيع إلى إغلاق أبواب الشر ، وتسعى لإصلاح قلوبنا ، ونياتنا ، وأعمالنا ، حتى نلاقي النجاح في مسيرة حياتنا سياسيا ، واقتصاديا ، وإداريا .

لا تسعى للإصلاح وتنادي به ، وداخلك مستمر في الظلم 《 والله يعلم المفسد من المصلح 》[البقرة : 220 ] .

قد يعجبك ايضآ