المرأة والحياة

السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها…أمهات المؤمنين

 

ياسمين خالد

التعريف بالسيدة الفاضلة

السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها…أمهات المؤمنين
هي زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر، وهي ابنة عمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،

أمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم. كانت رضي الله عنها من السابقات إلى الإسلام،

وتحملت إيذاء قريش، وحسن إسلامها وعاشت تتزود من تعاليم ربها.

زواجها الأول

تزوجت من زيد بن حارثة (رضي الله عنه) بأمر من النبي (صلى الله عليه وسلم).

يُذكر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد تبنى زيد حتى بُعث صلى الله عليه وسلم،

وبَطُلَ التبني بقوله، تعالى، ”ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ”…(٥) [سورة الأحزاب].

السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها…أمهات المؤمنين

انطلق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليخطب لزيد بن حارثة (رضي الله عنه)،

فدخل على زينب بنت جحش (رضي الله عنها) فخطبها،

فقالت: ‘لستُ مناكحته’. فقال صلى الله عليه وسلم: ‘بل فانْكِحِيه’. قالت: ‘يا رسول الله، أؤامر في نفسي؟’.

بينما هما يتحدثان، أنزل الله تعالى على رسوله (صلى الله عليه وسلم):

”وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36)” [سورة الأحزاب]

قالت: ‘أرسلتُ إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،

فقلتُ: إني أستغفرُ الله وأطيع الله ورسوله، ما رأيتَ قد أنكحتك نفسي’.

هدم هذا الزواج كل الفوارق الطبقية الموروثة والتقاليد والأعراف التي تبناها المجتمع الجاهلي،

وردّ الناس سواسية كأسنان المشط، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى.

لم تَسِرْ الحياة على وجهها المطلوب بين زيد بن حارثة والسيدة زينب بنت جحش (رضي الله عنهما)،

ربما أخذته رضي الله عنها) بلسانها فيشكو إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،

فتستغفر وتندم، ثم تبدر منها بادرة ازدراء في قول أو فعل، فيعاود زيد (رضي الله عنه) الشكوى للنبي (صلى الله عليه وسلم)،

ويفكر في فراقها، لكن يقول له، صلى الله عليه وسلم،: ‘أمسك عليكَ زوجك واتقِ الله’.

زواج بأمر من فوق سبع سماوات

أُعلم صلى الله عليه وسلم أن السيدة زينب بنت جحش (رضي الله عنها) من أزواجه،

لكن يستحيي أن يأمر بطلاقها، ويخشى الناس أن يُعيبوا عليه؛

لأن زيدًا ابنٌ للنبي (صلى الله عليه وسلم) بالتبنِي، فجاء أمر الله؛

ليكون هذا الزواج إسقاطا للتبني، فأنزل الله تعالى قوله:

”وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ

وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37)” [سورة الأحزاب].

زينب في بيت النبي صلى الله عليه وسلم
قالت عائشة (رضي الله عنها):

‘كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يشرب عسلا عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها، فواطيت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها،

فلتقل له أكلت مغافير؟ إني أجد منك ريح مغافير’.

قال صلى الله عليه وسلم: ‘لا، ولكني كنتُ أشرب عسلا عند زينب بنت جحش، فلن أعود له’.

في ذلك، نزلت الآيات الأُول من سورة التحريم.
عن عائشة (رضي الله عنها)،

قالت: ‘قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «أسرعكنَّ لحاقًا بي أطولكنَّ يدا»…… قالتْ: ‘فكانتْ أطولنا يدا زينب؛

لأنها كانت تعمل وتصدق’. قالت عائشة (رضي الله عنها): ‘… إنما أراد صلى الله عليه وسلم بطول اليد الصدقة…’.
كانت السيدة زينب بنت جحش(رضي الله عنها) تحب الصدقة،

وبيتها ملجأ اليتامى والمساكين، ولا تدخر في سبيل إسعادهم وسعا.

وفاة السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها
كانت أول زوجاته (صلى الله عليه وسلم) لحوقا به،

حيث تُوفيت سنة ٢٠ ه‍، وهي بنت ٥٠ سنة. أوصت رضي الله عنها أن تحمل على سرير الرسول (صلى الله عليه وسلم) ويجعل عليه نعش،

فصُنع لها نعش، وكانت أول امرأة يُفعل معها ذلك، ودُفنت بالبقيع، فرضي الله عنها وعن أمهات المؤمنين.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى