أن تُحب
بقلم سارة محمود
قال الامبراطور الفيلسوف “ماركوس أوريليوس”: لديك القدرة للسيطرة على عقلك و ليس على الأحداث خارجه. أدركْ ذلك و ستجد القوة.
عزيزي القارئ:
لا تتبع عواطفك تحت مسمي “الحب” فهو أكثر حفرة معقدة علي وجه الأرض .. وسوف تجد نفسك في صراع دائم بين قلبك وعقلك ولكن اذا تعودت علي استخدام عقلك في كل شيء حتي المشاعر بأحكام وتيقن سوف تجد نفسك اكثر الفائزون في العلاقات الوهمية الذي تخدع نفسك بها وقلبك وعقلك الساذج .
وفي النهاية برجع والاقي نفسي في معضله العبث الدنيوي واخرها ايه مش فارق!
هنالك خصامٌ عدائي و خصامٌ من نوعٍ آخر يُرجى به التقارب بدلاً من التباعد.
هناك دائماً معضلة قوية بين العقل والقلب وفي الغالب من يتبع اهواءه وعواطفه لكن انت لا تدرك ان العقل هو الأساس في كل شيء.
ماذا تستفاد إذا عاملت من تحب معاملة المدّعي العام للمتّهم البريء فتتصيّده على كل غلطةٍ كلامية أو سوءٍ في تعبيرٍ لم يكن قد قصد منه سوء؟
_إذا كان غرضك هو إدانة من تحب و أن تضعه في قفص الاتهام لتجعله دائماً ينبطح أمامك ليصبح سجادةً لك أو لأن يركض وراءك و يرجو رضاك و يتقدّم بكل التنازلات فأنت هنا لا تضر به وحده فقط. بل إن و هذه المعاملةً سادية فيها إساءات نفسية هائلة و كثيرة من شأنها تدمير معنوياته و شخصيته و ذلك لا يضر بعلاقتك معه فقط بحيث أن العلاقةَ تصبح جحيماً لا يطاق و إنما أنت تضر نفسك أيضاً لأنك تحرم نفسك من فرص النضج و النمو بشخصيتك لتصبح إنساناً أكثر تهذيباً و لباقةً و عدلاً و موضوعيةً و قدرةً على السيطرة على نفسك و على العلاقة و على استخلاص أكبر قدرٍ ممكنٍ من المنفعة المشتركة من العلاقة و تعرّض نفسك لأخطارٍ آنية و مستقبلية قد لا تدرك عمق جديّتها. فكم من شخصٍ تعرّض للقتل بسبب تجبّره في علاقاته الشخصية أو العملية أو حتى السياسية.
وفي النهاية كلنا نتبع اهواءنا وعاطفتنا ولا نتبع عقلنا وفي الحقيقة القلب ليس هو مصدر المشاعر و الأحاسيس هو مجرد عضو لضخ الدم .. المشاعر في الدماغ لهذا أصبح مصطلح القلب مجازياً في هذا السياق أما العقل فهو أيضاً في الدماغ و لكنه ليس عضواً و إنما مجرد منظومة محاكمات معقدة.