المرأة والحياة

الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها…أمهات المؤمنين

ياسمين خالد

 

نسب رفيع

هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق (رضي الله عنهما)، وُلدت في الإسلام، فوجدت نفسها بين أبوين مؤمنين، فهي ابنة الصديق (رضي الله عنه) أول الرجال إسلاما.

الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها…أمهات المؤمنين
الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها…أمهات المؤمنين

 

للمزيد من المقالات أضغط هنا

زواجها بخاتم الأنبياء والمرسلين

تزوج النبي (صلى الله عليه وسلم) السيدة عائشة (رضي الله عنها) بعد وفاة السيدة خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها)، فتزوجها وسودة في وقت واحد، ثم دخل بسودة فتفرد بها ثلاثة أعوام حتى بنى بعائشة في شوال بعد وقعة بدر، فما تزوج صلى الله عليه وسلم بكرا سواها.

 

مكانتها في قلب الرسول (صلى الله عليه وسلم)

احتلت عائشة (رضي الله عنها) مكانة عالية في قلب خير الأنام (صلى الله عليه وسلم)، فما تزوج بكرا سواها وأحبها حبا شديدا. سأل عمرو بن العاص النبي (صلى الله عليه وسلم): ‘أي الناس أحب إليك؟، قال: ‘عائشة’، قال: ‘من الرجال؟’، فقال: ‘أبوها’.

عن عائشة (رضي الله عنها) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قلتُ: ‘يا رسول الله من أحب الناس إليك؟’ قال: ‘ولم؟’ قلتُ: ‘لأحب ما تحب’ قال: ‘عائشة’.

 

حديث الإفك

قالت (عائشة رضي الله عنها): ‘كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا أراد أن يخرج سفرا، أجرى قرعة بين زوجاته؛ ليُحدد أيهن ترافقه في الخروج. في إحدى غزواته، خرج سهمي فخرجتُ معه بعد ما أُنزل الحجاب، فأنا أُحمل في هودج وأُنزل فيه، حتى إذا فرغ من غزوته تلك، واقتربنا من المدينة آذن ليلة بالرحيل…فمشيتُ حتى جاوزت الجيش، فلما قضيتُ شأني أقبلتُ إلى الرحل، فلمست صدري، فإذا عقد لي قد انقطع، فرجعت فالتمستُ عقدي…، حمل الرجال هودجي وسارت القافلة دون أن يشعروا بأني ليست في الهودج؛ لأني كنت حديثة السن خفيفة الوزن… فجلستُ في مكاني، فظننتُ أنهم سيفقدوني ويرجعون، ثم غلبتني عيناي وأنا جالسة ونمتُ، فكان من وراء الجيش الصحابي صفوان بن المعطل، فرأى سواد إنسان فاقترب فإذا هي السيدة عائشة، فأناخ راحلته، فركبت. عندما لحق صفوان والسيدة عائشة (رضي الله عنها) بالجيش، أشاع رأس النفاق عبد الله بن أبي سلول شائعةً تمسُّ شرف السيدة عائشة (رضي الله عنها)، وشاعت كذبته. بلغ ذلك الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولكن لم يصل ذلك إلى السيدة عائشة (رضي الله عنها)؛ لأنها كانت مريضة، فلما صح جسدها وخرجت برفقة أم مسطح…علمت، وعندما عادت إلى المنزل استأذنت الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن تذهب إلى أبيها، فأذن لها. استمر مرضها وتواصل بكاؤها، وفوضت أمرها إلى الله عز وجل.

 

براءة من فوق سبع سماوات محفوظة إلى يوم البعث

أنزل الله عز وجل في براءة السيدة عائشة (رضي الله عنها) الصديقة بنت الصديق قرآن يُتلى إلى يوم البعث، فأنزل الله عز وجل: ‘إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11)’ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12)’ [سورة النور]… إلى آخر الآيات.

 

زوجة النبي (صلى الله عليه وسلم) في الدنيا والآخرة

عن ابن أبي مليكة عن عائشة (رضي الله عنها) أن جبريل (عليه السلام) جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال: ‘هذه زوجتك في الدنيا والآخرة…’.

 

عائشة (رضي الله عنها) والغيرة

في يوم، كان النبي (صلى الله عليه وسلم) عندها وعنده ضيوف، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بطبق فيه طعام، فقامت عائشة (رضي الله عنها) إلى الطبق فكسرته أمام الضيوف، فتصرف الرسول (صلى الله عليه وسلم) بحكمة النبوة، وابتسم ونظر إلى الضيوف، وقال: ‘غارت أمكم عائشة’.

وسألت النبي (صلى الله عليه وسلم) عن كفارته، فقال: ‘إناء كإناء، وطعام كطعام’.

 

شمس العلم

اتصفت السيدة عائشة (رضي الله عنها) بأكرم الصفات وأنبلها، فقد نشأت في بيت الصديق أبي بكر (رضي الله عنه)، أحسنت أمها تربيتها وغذائها بالأدب، وتزوجت بسيد ولد آدم.

اتصفت بعفة اللسان والصبر وعدم اليأس من رحمة الله. شُهد لها بحسن الحفظ، ونهلت من الفقه والعلم، وكانت من أحسن الناس رأيا في العامة… هي العالمة بالقرآن الكريم والحديث، فبلغ ما روته عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) ٢٢١٠ حديثا، فلها فضل كبير في نقل السنة وتعليمها للناس.

 

وفاة السيدة عائشة (رضي الله عنها)

توفيت رضي الله عنها في ١٧ من شهر رمضان سنة ٥٨ه‍، عن عمر ٦٦ سنة، وقُدّم أبو هريرة (رضي الله عنه) فصلى عليها، فاجتمع الناس، فلم تر ليلة أكثر ناسا منها، فرحمة الله وبركاته عليكِ أمنا الحبيبة عائشة بنت الصديق عالمة الأمة وفخر النساء.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى