ندى محمود عامر تكتب: محط اتهام

164

بقلم: ندى محمود عامر 

 

إن سئلت عن أكثر ما يزعجني بالكون ؟ستكون إجابتي بأن اُولد في مجتمع عقيم، عقيم فكرياً وأخلاقياً دائما ما تحتاج فيه إلى أن تكون محط اتهام ويشار إليك بالبنان كأنك متهم هارب من حكم العدالة ووضعت الحكومة مكافئة للعاثر عليك، وكل منهم يسعى أن يكون أول من يلقى القبض على حضرة المتهم فيكون.

ندى محمود عامر تكتب: محط اتهام
ندى محمود عامر تكتب: محط اتهام

للمزيد من المقالات أضغط هنا

هو الشهم المناضل لا يعنيه أن تكون بريئاً أو أن تُسمع أقوالك وكأنك قد حُكم عليك بالإعدام شنقاً تقف أمام حضرة المفتي ليخبرك بأن تتوب قبل الموت، كأنك قد سُلبت حينها جميع أحرفك وخانتك عبراتك فصارت تُذرف ألا مهلاً، هلا توقفتِ أيتها العبرات أعلم أنكِ فضولية ولكن دعينِ منك ومن فضولك حالياً على الاقل، فأخبرهم بما أود قبل أن تنتهى تلك الرحلة التي بدأتها باكيًا و سأتركها مبكياً على، أنها الحقيقة أكان هذا التشبيه دقيقاً ؟

 

مجتمع قد نسى ان العقل وظيفته العمل الفكر والبحث فعدلوا وظيفته وصارت السماع أسمع من هذا وذاك اموراً

متناقضة ولكن تصدق هذا وذاك حسناً وذاك المتهم ماذا عنه اليس من حقه أن يكون المحامي الموكل بالدفاع عن نفسه في نيابة العالم .ماذا هل حُكم عليه بالإعدام قبل سماع أقواله؟!أليس المتهم برئ حتى تثبت إدانته؟

 

تلك الجملة الراسخة بعقولنا منذ الصغر، لما لا تُطبق هذه الجملة في حضرة المُساء اليه لما كثرت الأقاويل أرى الآن بأن هذه الدنيا ما هي إلا مسرح كبير تكاثرت عليه سيناريوهات هذا وذاك ولابد من اختيار المسرحية الأفضل لنرددها جميعا ولكن

ماذا؟ ماذا؟ عن ذاك البطل الذي جعلتموه الوجه السيء دون الاستماع ماذا؟ ماذا عنه؟! أليس من حقه أن يدافع ولو بالقليل عن حاله أم أنه مجرد آلة مسخرة للخضوع، للحكم عليه بأنه سيء وحسب.

 

ربما أعلم عزيزي القارئ ان فكرتي ربما لم تصلك بعد ولكن ما وددت اخبارك به ان تكون بهذه الدنيا الحاكم العدل الذي أعطى المتهم حق الدفاع عن نفسه دون الانسياق وراء اقاويل دفاع المحكمة الذى دائما ما يُلقى باللوم على ذاك الجالس وراء القضبان كن انت محامى الدفاع الذى يبحث عن الحقائق مهما كلفه الأمر ليتبين بنهاية المطاف أمذنب ذاك المتهم الماثل خلف

القضبان و سيخضع لحكم القانون؟ أم أنه برئ لم تثُبت إدانته وستُزاح تلك القيود عن يديه وتزاح تلك القضبان فبدلاً أن يصير خلفها صار امامها حراً بإمكانه الخروج من قاعة المحكمة متى أراد حتى قبل إنتهاء جلسة الحكم بدلا من أن يتم إحالة أوراقه إلى مفتى الجمهورية كما يقولون ثم يتبين بعد الممات بأنه برئ ماذا أفاد التدقيق بعد الاتهام ؟!.هل أرجع روحه تلك التي أُزهقت أم أعاد حياته التي سُلبت،

 

بإختصار عزيزي القاضي لا تحكم قبل ان تدقق لا تسير وراء الأقاويل فكم من برئٍ ظلمته أقاويل الناس، انت ذاك الانسان انت هو القاضي وأخاك هو ذاك المتهم الذى إن أحييته بوجه حق فكأنما أحييت الناس جميعاً.

رابط مختصر: https://roayatwatneg.com/md9u
قد يعجبك ايضآ