معتقدات خاطئة، يجب تغييرها
كتب : رمزى السنجرى
يعتقد الغالبية العظمى أن معرفة أبنائهم وبناتهم لأي معلومات من ذاك النوع الذي يعتبرونه “حسّاساً “، والذي يُصَنف إعلاميًا تحت شعار ” مسموح لما فوق سن الـ ١٨ “؛ رغم أن هذا السن المُتعارف عليه دولياّ هو سن الرشد؛ إلا أن الأهل يعتقدون أن الإبن مازال صغيراً على إكتشاف تلك الحقائق!
بل ويُلاحَظ أن بعضهم يتعمّدون منع وصول أى معلومة “حساسة” منهم لأبنائهم ولا عبر أي وسيلة أخرى !. وهنا أسأل .. هل يتوقعون أن تهبط تلك المعلومات على عقول الأبناء فجأة؟! أو بقدرة قادر ليلة زفافهم وإقامتهم مع شريك الحياة فى بيت واحد للمرة الأولى! … هذة المعتقدات الخاطئة تجعل الأبناء يبحثون عن هذة المعلومات خارج النطاق الأسري، يتلقونها من مصادر خارجية غريبة بطرق غير مهذبة، ولا لطيفة مما يعرضهم لصدمات شاعرية مفاجئة عنيفة، ومخيفة؛ مُقارنتاً بحصولهم عليها من داخل البيت، على أن نقدمها لكل مرحلة عمرية بالتدريج وبطريقة آمِنة حنونة بعد تعقيمها، وتشذيبها؛
كى لا نترك الأبناء للبحث بمُفردهم عن معلومات ليصلوا إليها بشق الأنفس، وربما بطريقة خطِرة؛ بينما نحن قادرين على تقديمها لتلافي تلك الصدمات .
وبالإشارة هنا إلى؛ طفلة عمرها عشرة أعوام ليست صغيرة على أن تعرف من والدتها بوجود شيء اسمه “غشاء بكارة” كجزء من أجزاء جسم البنت مثلما تعرف أن لديها عينين وشفتين وقلب ومعدة وكبد وكليتين وبنكرياس ويدين ورجلين، هذه الأمور “أساسيات” وليست “هامشيات” فهل ننتظر أن تسمع عنها ذات يوم بمحض الصدفة؟! وقيسوا على ذلك مسائل كثيرة أخرى تتعلق بالبنات والأولاد وعلينا أن نأخذ فى الإعتبار أن كثيرًا من الأبحاث، والدراسات العلمية أثبتت أن كمية كبيرة من الإضطرابات الذكورية سببها مسائل متعلقة بجهل أو صدمات من هذا النوع .
ومع وجود آيات في القرآن تشير إلى بعض تلك المسائل أقول لأولئك الأهل الذين يصرّون على إخفائها والتعتيم عليها بدعوى الاستياء والعيب! .. ما أن يقرأ الطفل آية تبدو غير مفهومة له يسعى للبحث عن تفسيرها وفهم معناها، وهناك سيصل إلى معلومات كبيرة شئت أم أبيت، لذلك كونوا منطقيين وأعلموا أن المعلومة التي تأتي منكم بلطف أفضل بكثير من تلك التي تأتي خاطئة عبر وسيلة أخرى .