كيف نسارع بالتخلي

197

بقلم منار عبدالهادي

:هل النساء هن الأسرع إلى التخلي؟
نعم وجدا
:نحن نتخلي أولا نسارع بالرحيل ولكن ببطء
:كيف تسارعن وكيف ببطء؟
: نحن نتأني البدايات ….حتي نصل إلى المنتصف ….فنزيد في التأني
ونرفع استعدادت الصبر إلي الدرجة القصوى ثم نسقط فجأة دون تحذير ….نهرب مسرعين من الخذلان نغلق الأبواب من الخارج ونلقي بالمفاتيح وكأنما نمنع أنفسنا عن العودة ولو بالإجبار
:أنا لا أفهم شيئا
: في البداية نعطي الكثير كأنهار تفيض رخاء …نمنح دون حساب …دون ريب ولا ريبة ..نؤمن …ونسلم …ونولد من جديد .. أطهار أنقياء كأنما لم تخدشنا الدنيا….لا نعرف للشك مكان ولا للتدليس معني نمنح أنفسنا ونزيد عليها أعمارنا …نهب دون مقابل تماما كما قلت كالأنهار نفيض ونفيض نمنح حياة…فقط حياة
ثم ننتظر ….تأتي الطعنة الأولي بالأنانية فننتظر
فتأتي الطعنة الثانيه بالإهمال ….فنصبر
ثم تأتي الثالثه بالإهانه…..فنحتسب
ثم تأتي الأخيره بالخيانة….فنغفر
ثم يجتمع الإنتظار والصبر والإحتساب والغفران علي قلب إمرأة واحدة
فيقسمه
نصفه مازال يحبك ونصفه الآخر يلعنك
نصفه يتمني عودتك ونصفه يتعجل الرحيل
نصفه يحياك ونصفه الآخر يموتها
وأنت كالأبله …..لا تعي كيف تبتسم إمرأة أو تنتفض بالنشوي وداخلها بركان يثور ما يلبث إلا أن ينفجر
وعلي غفلة …..ينفجر ، قد ينفجر في أغنية …أو صنبور مياه نسيت أن تحكم إغلاقة …قد ينفجر في رائحة انفاسك وقد باتت تكرهها
قد ينفجر في وسادة ملقاة علي الأرض أو كوب منكسر أو حتي رنين الهاتف
سينفجر ……حينها لن تعاتب ولن تبكي ولن تتوسل
ستسارع إلي باب الخروج وتحكم الغلق من الخارج ….تتلاشي
كما يتلاشي النهر بالمحيط ….تستيقظ أنت وقد أصبح محيطك ….خواء
فتتفاجئ أنت ….كيف سارعت بالتخلي ؟
كيف سارعت بالتخلي
وأنا الأن اسألك
بالله عليك…..كيف نسارع بالتخلي ؟

قد يعجبك ايضآ