رؤية وابداع

حين يصطدم الألم بالوعي

 بقلم /علا الجندي

وكأن الكلمات تقصدني ولم تكن قرأتها محض صدفة أبدا ، على متنها أبحر في أغوار خفايا الروح، آلامي التي عجزت عن تهدئة فيضانها أو كبح جماح نيرانها لتتشظى مهترئة ..
لأقف على ناصية العقل ممسكة بما تبقى من نزف قلبي
لأبصر نفسى واصطدم بألم ونور الحقيقة .

الأن أستفيق في نهار ملبد بغيوم الحزن في قلبي وبظهر يطوى فقد وإحتياج ويد يتسرب منها الحنين
الأن أرى حدتي واضطراب اختزن عمرا متشكلا متحكما موجها إثر الألم ذلك الألم البعيد الذي قد نما دفين حصين ليجعلنا رغم كل هذا اللين والقوة مهترئين

الأن أعرف الوصول دون “التقمص دون وعي “
أي دون تقمص قريب إلى نفس وجهة التفكير والحكم على الأخرين ، الخروج عن النمطية الخروج من الإنمساخ
أنت هو أنت بكل تفاصيلك وإنتماءك وتاريخك وأواصرك وألامك وتلك الأشياء التي تمثلك أو تشبهك .

الأن أدرك أن العالم لا ينحصر في الأبيض والأسود ، هناك وجوه عدة وحتما ألوان شتى
ذلك الملاك الذي هرع إليه قلبك وعقلك شيطانا يحترف التلاعب يعرف جيدا كيف يستخدم الأخرين ويحركهم وفق معايير تخلو تماما من الإنسانية أو الرحمه
أو أنه إنسانا مضى دروب يأس وطأ فيها الأخطاء وتعثر إلى أن تراه بعين الملائكية، لذا لا تصدق دون تجربة حقيقية تمس روحك أنت
لا تدع أحد يشكل أفكارك وأهواءك وفقا لتجاربه الخاصة أو قناعته دون وعي
هي رحلتك أنت اصنع الوعي والمس الشعور
شكلها بروحك وآلامك ، اصنع إيمانك بوعي وشعور لا يرقى إلى شك ،
التبعية قد تنفك عنك يوما ، قد تكتشف أنها محض زيف
أو أن تشكيل أفكارك مجرد وسيلة لإستخدامك
ويالها من مأساة أن يتم استخدامك

الأن أدرك تلك المرات التي كان السقوط فيها مرتب ومخطط
أدرك كيف انتقيت الأفكار من عقلي لتكن وسيلة لمعايشة الضعف أو الوصول لحواجز النفس البعيدة .

الأن أدرك كم يتغير العالم بعد الموت بفظاعة وقسوة
أدرك معنى تلك الجملة التي وقعت على مسمعي ذات يوما
” لا أحد يشعر بالنار الا ذلك الذي يده فيها “

أدرك تلك نظرات الفضول والشفقة من البعض التي نتج عنها خوفهم الشديد على مثيل ما فقدت أنا .

الأن أعرف كيف أطمعت البعض بلين زائد يصل إلى السذاجة لينهشوا من نور روحي حتى أقع فيها خرابا لأستفيق متلبسة نفس ميته متقمصة ملتوية منزعجة ثائرة مبتلعة ألم أسود

الأن أعرف لماذا انتهت كل الصلات والعلاقات السابقة فترة الجامعة لطالما كنت أكثر برأة وأقل خبرة لم تقع يدي في الألم لم أكن أنجذب إلا للحب والعطاء والإكتشاف والسفر
لم أكن أعرف أن العيون تخبئ نوايا غير تلك التي تقولها الشفاه ، بكتلة حب عظيمة أعطيت نعم كنت ثرية في الحب
النور داخلي متوهج أبيض كم أحن إليا حينها
ولم أكن أدرك معنى المادية أقصد الميل للأخذ والظهور
أو بناء علاقات مقصدها النفع ، ربما هذا أمر لا يعيب أن تبني العلاقات للنفع والإستفاده لكن ذروة ما أقصد
أنها شق من العقلانية لم أكن حتى قد أدركته .

دائرة النوستالجيا تشدني وقلبي يسلك دون وعي كل الطرق القديمة وعقلى يفكر وينزعج لنفس الأمور التي كنت قد عبرتها بنضج وسنوات تحمل خبرة الألم والأحداث
لكنه يبدو أنني أسقط حيث كنت معه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا