مقالات

المستقبل الأبدي

المستشارة/ نجلاء محمد 

 

روى ابن الجوزي رحمه الله :

( إن مشقة الطاعة تذهب ويبقى ثوابها .. وإن لذة المعاصي تذهب ويبقى عقابها .. كُن مع الله ولا تُبالِ .. ومُدّ يديك إليه في ظُلُمات اللّيالي .. وقُل ؛

يا رب ما طابت الدّنيا إلاّ بذكرك .. ولا الآخرة إلاّ بعفوك .. ولا الجنّة إلاّ برُؤيتك ..

صافح وسامح .. ودع الخلق للخالق .. فنحن وهم راحلون ..

فلا تنظر تحت قدمك، ولا تعش ليومك، واشخص ببصرك لمستقبلك الحقيقي الذي لا مهرب منه ولا مناص عنه، وأعد له العدة، وجهز له الزاد، فيوم الميعاد بين يديك، والله سائلك عما لديك، فكن من ذلك على علم، واتبع العلم والعمل، وكن على وجل حتى يأتيك الأجل.

فلكل مخلوق يدب على الأرض أمل في غد أفضل ومستقبل أجمل فإذا ما

عدلته الأيام وطعنته السنون والأعوام وألمت به الخطوب ومسته الكروب نظر

إلى الأمام وتاقت نفسه للغد…يحدوه أمل في أن ينتقل من الألم إلى الأمل

ومن المحن إلى المنح ومن النقمة إلى النعمة ومن الحسرة إلى المسرة

ومن الحرمان و العَذاب إلى الأماني والترف…فهو يستعجل الزمن ويحدث

الخطى مسرعا إلى الغد ويتلهف إلى الآتي..متى يأتي؟؟؟

مسكين يطعن نفسه بسكين الغفلة وهو لا يشعر ،لا يعلم أنه يستقبل نهاية

حياته وبداية آخرته فهو يطوي صفحة كتاب العمر ليفتح عينيه المحاطة

بالغشاوة على المستقبل الحقيقي الذي انكشف غطاؤه فقد يراه ببصر من حديد

مضى الماضي….وهاهو يقف على عتبة الحاضر وأقبل عليه المستقبل

الذي لا يحول ولا يزول ولا ينتهي ولا ينقضي أبد الآبدين وخلود الخالدين

فكيف يغفل عن هذا المستقبل!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا