المرأة والحياة

الوسواس القهري وكيف تتخلصين منه

 

 

✍️ رُميساء اسامه

 

يُعد الوسواس القهري (OCD) أحد الاضطرابات النفسية التي تُسبب للمصابين به مشاكل ملحوظة في مختلف أوجه الحياة، إليكِ أسباب وأعراض الوسواس القهرى، وتأثيره المحتمل على الأشخاص وكيفية التعايش معه أو التخلص منه نهائياً، من خلال استعراض طرق العلاج المختلفة والاستراتيجيات الفعالة لمواجهته.

 

تعريف الوسواس القهري وأعراضه:

 

الوسواس القهري هو اضطراب يتميز بوجود أفكار مزعجة وملحة (وسواس) لا يستطيع الفرد التحكم بها أو إيقافها، والتي تقودهم إلى تكرار سلوكيات معينة (قهريات) بشكل روتيني، يعاني المصابون بالوسواس القهري من تشوش الأفكار والخوف المستمر، القلق، والشك، مما يدفعهم لتنفيذ الطقوس القهرية للتخفيف من هذه المشاعر.

 

من بين الأعراض الشائعة:

 

الخوف من التلوث بالجراثيم أو الأوساخ.

الشكوك المتكررة مثل القلق بشأن إغلاق الباب أو إطفاء الأنوار.

أفكار متعلقة بالتماثيل والترتيب بدقة مفرطة.

مخاوف غير منطقية من فقدان الأشياء التي لا قيمة لها.

الأفكار العدوانية تجاه الآخرين أو النفس.

 

في كثير من الأحوال يمكن لهذه الأعراض أن تكون شديدة بما يكفي لتعطيل الوظائف اليومية للشخص.

 

أسباب الوسواس القهري:

 

على الرغم من أن السبب الدقيق للاضطراب لم يتم تحديده بعد، إلا أن الدراسات تشير إلى عدد من العوامل التي قد تلعب دوراً في تطور الوسواس القهري، تتضمن هذه العوامل عوامل وراثية، بيولوجية، بيئية، ونفسية.

 

وجود تاريخ عائلي للاضطراب قد يزيد من خطر الإصابة به، كما قد تؤدي التغيرات في كيمياء الدماغ والوظائف العصبية إلى تطور الأعراض، بالإضافة إلى ذلك قد تساهم الضغوط الحياتية والصدمات العاطفية في ظهور الوسواس القهري لدى الأشخاص المعرضين لهذا الخطر.

 

من المهم التعرف على أن لكل فرد تجربته الخاصة مع الوسواس القهري، وما ينطبق على شخص ما قد لا ينطبق بالضرورة على آخر.

 

تأثير الوسواس القهري على الحياة اليومية:

 

يُعتبر الوسواس القهري مصدر إزعاج شديد يمكن أن يؤثر على جزء كبير من اليوم بسبب الحاجة إلى تنفيذ الطقوس المرهقة والتحكم في الأفكار الوسواسية، من الصعب للمصابين بالوسواس القهري أن يركزوا في العمل أو المدرسة، وقد يواجهون صعوبة في الحفاظ على العلاقات الاجتماعية.

 

يؤدي التفكير المستمر والقلق إلى الشعور بالإرهاق العاطفي والفيزيائي، مما قد يؤثر على النوم ويزيد من التوتر، العوائق التي يضعها الوسواس القهري قد تؤدي أيضًا إلى تجنب المواقف أو الأشياء التي قد تثير الأعراض، مما يؤدي إلى حياة محدودة وفاقدة للمرونة.

 

أنواع العلاج المتاحة للوسواس القهري:

 

هناك العديد من طرق العلاج للوسواس القهري، وتختلف فعاليتها من شخص لآخر، النهج الأكثر شيوعاً يشمل العلاج بالأدوية مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، والعلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT).

 

من الممكن أيضاً استخدام تقنيات العلاج السلوكي والديناميكي النفسي، الاستشارة، ومجموعات الدعم، في بعض الحالات الشديدة، قد تكون هناك حاجة إلى العلاجات المتقدمة مثل تحفيز الدماغ العميق أو العلاج بالصدمات الكهربائية.

 

العلاج الدوائي للوسواس القهري:

 

العلاج بالأدوية يمكن أن يكون فعالًا في تخفيف أعراض الوسواس القهري، أكثر الأدوية استخداماً هي مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) التي تعمل على زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ، وهو الناقل العصبي الذي يعتقد أن له تأثير على المزاج والسلوك.

 

يجب أن يتم وصف هذه الأدوية ومتابعتها من قبل طبيب مختص يمكنه تعديل الجرعات بما يتناسب مع الاستجابة الفردية والآثار الجانبية، من الضروري الالتزام بالخطة العلاجية الدقيقة والصبر لعدة أسابيع حتى تظهر النتائج.

 

العلاج النفسي للوسواس القهري:

 

العلاج النفسي يعتبر ركنا أساسيا في علاج الوسواس القهري، إذ يساعد في فهم الأفكار الأساسية والمعتقدات التي تغذي السلوك القهري، من خلال الجلسات الفردية أو الجماعية، يمكن للمرضى أن يتعلموا كيفية التحكم في ردود الفعل تجاه الأفكار المخيفة وتقليل الحاجة إلى الطقوس القهرية.

 

التحليل النفسي والعلاج باللعب قد يكونان مفيدين أيضًا لبعض الأشخاص، خصوصًا أولئك الذين تحفز أعراضهم بسبب الصراعات اللاواعية أو المسائل العاطفية العميقة.

 

العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري:

 

فهم الأفكار:

في المرحلة الأولى، يتم التعرف على الأفكار الوسواسية وكيفية تأثيرها على السلوك، يُساعد هذا الفهم في تطوير استراتيجيات للتعامل مع الأفكار السلبية.

 

تقنيات الاستبدال:

المرحلة الثانية تتضمن إدخال تقنيات الاستبدال التي تهدف إلى تغيير الأنماط الفكرية الضارة إلى أخرى أكثر إيجابية وواقعية.

 

مواجهة المخاوف:

المرحلة الثالثة تتمثل في تعلم مواجهة المواقف المخيفة بطريقة منظمة وتدريجية لتقليل القلق والحاجة إلى سلوكيات الوسواس.

 

تقييم التقدم:

في المرحلة الأخيرة، يتم تقييم التقدم وتعزيز الاستراتيجيات التي تم العثور عليها فعالة للحفاظ على التحسن على المدى الطويل.

 

نصائح للتخلص من الوسواس القهري:

 

رعاية الذات:

الحفاظ على نمط حياة صحي من خلال التغذية السليمة، ممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من النوم قد يساعد في إدارة أعراض الوسواس القهري.

 

ممارسة التأمل

تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق يمكن أن تساعد في تقليل القلق وتحسين التركيز والتحكم العاطفي.

 

تجنب العوامل المحفزة:

التعرف على الأشياء أو المواقف التي تحفز الوسواس ومحاولة تجنبها أو التحكم بها يمكن أن يقلل من تكرار الأعراض.

 

كما أن الحصول على الدعم من الأصدقاء، العائلة، أو مجموعات الدعم يمكن أن يكون مفيدًا للغاية في رحلة الشفاء من الوسواس القهري، من المهم التذكير بأن التعافي من الوسواس القهري هو عملية وقد تختلف النصائح حسب احتياجات الفرد وتجاربه الفريدة.

إقرأ أيضاً:- 

إرشادات لتحافظي على هدوئكِ النفسي مدى الحياة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا