كيف تحمين نفسك من الأمراض المُزمنة؟

 

✍️ روان عبدالعزيز

 

نواجه الكثير من المواقف في الحياة ومع مرور الوقت نكتسب مناعة ضد الصدمات والمواقف البشعة فنقف قبالتها بمنتهى الشجاعة، لأننا مع مرورنا بالكثير نكتسب قوة قلب وبسالة تمكننا من التنبؤ بالمشكلة بل ومحاولة إيجاد حلول لها.

 

هذا كان حديث من العقل، أما الجسم فيقول أنه يتلقى الكثير من الأمراض التي تُلزمه الفراش لساعات وأيام وأحياناً شهور، ولكن مع الوقت يكتسب مناعة ضد هذا المرض فإذا تم شفاؤه منه مرة وتكرر معه الأمر فيعرف كيف يتصرف معه وما الإجراءات التي يجب اتخاذها حتى لا يرقد في الفراش مرة أخرى.

 

العلاقة بين العقل والجسم علاقة تناغم قوية لا يستغنى أحد فيهما عن الآخر ودائماً ما كنا نردد العقل السليم في الجسم السليم، ولهذا لا تتركِ المرض ينحر في جسدك وأنتِ مستسلمة، اعتبري المرض عدو ويجب عليكِ مجابهته بكل قوتك حتى تحافظي على بقائك بالحياة.

 

وأول قاعدة عليكِ اتباعها دائما وأبداً أن الوقاية خيرٌ من العلاج، فلا تنتظري أن يأتي المرض ويتوغل بجسدك وبعدها تفكرين كيف عليّ أن أعالجه، بل اتخذي موقف من البداية وقِي نفسكِ من الأمراض.

 

تختلف درجة كف مرض عن الآخر، فيوجد مرض بسيط يثبط بمجرد أخذ مسكن قوي، ومرض آخر يكاد يقتل، ولكلٍ علاجه الخاص، فمثلاً لن نقارن بين الإنفلونزا حتى إذا كانت حادة وبين مرض ضغط الدم حتى ولو كان خفيفاً، فكل مرض من الاثنين مَنَّ الله -عز وجل- عليه وأوجد له علاج ولكن الفرق بينهما أن الانفلونزا مرض يستمر يوم أسبوع شهر بالكثير وبالدواء يختفي، أما ضغط الدم فيستمر مدى الحياة والدواء ما هو إلا وسيلة مساعدة لمحاولة ثبات الأمر كما هو عليه والحمد لله على كل شيء.

 

ولهذا وُفِرَ لنا العديد من الأنظمة والأساليب المتبعة للوقاية من الأمراض المُزمنة -وهذا لا يمنع وقوع المرض ولكن يحد من حدوثه- والتي تساعدك على الحفاظ على صحتك في العموم وقد قام الدكتور غولوبيك بالوصاية على الحفاظ على بعض الأشياء والعادات التي يفضل اتباعها.

 

بعض العادات هي :- 

 

تناول الطعام الصحي:

 

واظبي دائماً على تناول الطعام والأغذية الصحية التي تفيد جسدك مثل الخضراوات والفواكه الطازجة، فهذه الأطعمة تساعدك على الحد من الإصابة بمرض السكر المزمن أو الضغط أو القلب أو غيرهم -حفظنا الله- فرتبي نظامك الغذائي بين كل أنواع الطعام من خضروات وفواكه وبقوليات وأسماك ولحوم وهكذا، فلا تجعلي غذائك يقتصر على اللحوم الحمراء والبيضاء فقط لكن وازني بين جميع الأطعمة لتأخذي منهم كل الفائدة التي يحتاجها جسمك.

 

نظمي نومك: 

 

يجب أن يأخذ عقلك وجسدك وقت كافي للنوم يومياً والذي يعادل 8 ساعات يومياً، لا أكثر من ذلك ولا أقل، حتى لا يتسبب قلة نومك في إرهاق أو صداع أو تعب، ولا كثرة النوم تزيد حتى لا تسبب خمول ووجع بالجسم، فعادلي وقت نومك بحيث تستفيدين وتستيقظي نشيطة، بالإضافة لتثبيت هذا الوقت -مثلاً النوم كل يوم الساعة 10 والاستيقاظ الساعة 6- فلا تنامي كل يوم في وقت مختلف حتى لا تسببي الخلل لجمسك وعقلك، وحاولي تقليل المنبهات حتى لا تسوقك إلى السهر لوقتٍ طويل ويفضل عدم تناولها قبل النوم من الأساس، ودائماً حافظي على مكان نومك يكون مريح ومنظم و هادىء حتى تنامي بسلام.

 

كوني اجتماعية: 

 

لا تنطوي على ذاتك في منزلك وتنعزلي عن الآخرين، فالانطواء يسبب توحد والتوحد يؤدي إلى الاكتئاب والاكتئاب مرض ويسبب العديد من الأمراض، وخاصةً أن علاقتك الجيدة مع الآخرين تحسن حالتك النفسية والجسدية وتجعلك في نشاط وحيوية وخفة أكثر من الجلوس بمفردك وكأنكِ مختلفة عن الآخرين، الاختلاط بالبشر الأسوياء يجعل حياتنا أكثر هدوءاً وراحة وخاصةً إذا كانوا أصدقاء حقيقيين فهذا يساعدك أن تحكي لهم عن مشاكلك ويساعدوكِ بنصائحهم وتتعلمين من خبراتهم.

 

مارسي أنشطة بها حركة: 

 

لا تجلسين بالمنزل طوال اليوم فهذا سيصيبك بالاكتئاب والأمراض، ولكن خذي كل يوم من وقتك في البداية 10 دقائق حتى تصلين لساعة يومياً في المشي، فالمشي هو أول بداية للرياضة و تخفيف الآلام والأمراض وكما يشير الخبراء أن متوسط النشاط البدني الذي يحب أن يستغرقه الإنسان أسبوعياً يقارب 150 دقيقة، ولا تقتصر على المشي فقط وإنما يمكنك صعود السلم وهبوطه، أوي الجري أو اللعب أو نط الحبل، أي نشاط تبذلي فيه جهد وتحركي فيه جسدكِ يساعد على تحسين الدورة الدموية والتقليل من الإصابة بالأمراض المزمنة.

 

قللي قلقك: 

 

لا تظلي طوال الوقت في حالة توتر وقلق فهذا يصيب جهازك المناعي بحالة من الاضطراب ويكون ضار جداً عليه مما يسبب لكِ العديد من الأمراض الأخرى الغير مستحبة، فمارسي دائماً أنشطة مهدئة للأعصاب مثل التأمل واليوجا، وغيرهم من الأنشطة التي تجعلك تشعرين بالراحة والهدوء والسلام النفسي، فالتوتر ضار جداً على صحتك النفسية والجسدية ويظهر شكلك دائماً مرهق ومريض وبالتالي كثرة القلق تجعل شكلك أكبر سناً من عمرك الحقيقي فلا تجلبي الهموم عليك فيكفي هموم الحياة الإجبارية.

 

أنتِ هي أنتِ مهما اختلفت الأسباب، سيصيبنا قدرنا -المكتوب على الجبين لا بد أن تراه العين- وكل من له نصيب سيلحق به مهما حاول الفرار، فقط كوني حريصة و ذكية ومهتمة بنفسك وجسمك وعقلك وقلبك وكل شيء فيكِ فهو يستحق وعن جدارة العيش بسلام وصحة وسعادة..

كوني مهتمة..

إقرأ أيضاً:-

أغذية تزيد من خصوبة المرأة