التحديات والفرص التي يوفرها الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي

كتبت: كريمة عبد الوهاب

 

تشير كلمة وسائل التواصل الإجتماعي إلى المنصات التي تتيح التفاعل بين الأشخاص حيث يشاركون أو يتبادلون المعلومات والأفكار في مجتمعات وشبكات افتراضية، ويوجد العديد من وسائل التواصل الإجتماعي حاليًا والتي تضم فيسبوك (Facebook) وتويتر (Twitter) وإنستجرام (Instagram) وتيك توك (Tik Tok) وغيرها، وجميعها تقدم خدمات متنوعة ومميزة، وعند الحديث عن وسائل التواصل الإجتماعي من المفيد معرفة البدايات الأولى لها فقد ظهرت برامج البريد الإلكتروني والدردشة لأول مرة في أوائل السبعينيات، ولكن هذا التوسع في المجتمعات لم يظهر حتى إنشاء شبكة مجموعة المناقشة “يوز نت” في عام 1979، وقد سمحت “يوزنت” للمستخدمين بنشر الرسائل واستلامها ضمن نطاق الموضوعات التي تُسمى مجموعات الأخبار، ومنتديات المناقشة الأخرى، ومكنت أنظمة لوحة الإعلانات الأفراد من التفاعل، وكان لكل منها نظام مغلق بشكل أساسي، ومع إصدار متصفح الويب “موزايك” في عام 1993، تم ربط هذه الأنظمة بواجهة رسومية سهلة الاستخدام، فأعطت إمكانية التنقل من موقع إلى آخر بنقرة واحدة في شبكة الويب العالمية، كما سمحت اتصالات الإنترنت السريعة لمجموعات المهنيين الذين لديهم مجالات اهتمام متماثلة مشاركة المعلومات والمشاركة في المحادثات.

فوائد وسائل التواصل الإجتماعي

هنالك العديد من الفوائد لاستخدام منصات التواصل الإجتماعي، فهي توفر للمستخدمين القدرة على الوصول إلى المعلومات في الوقت الذي يريدونه والتواصل والعثور على مجتمعات متخصصة، وساعدت وسائل التواصل الإجتماعي العديد من الأفراد على إيجاد أرضية مشتركة مع الآخرين عبر الإنترنت مما جعل العالم يبدو أكثر ترابطًا وفي متناول اليد، أيضًا تلعب وسائل التواصل الإجتماعي دورًا رئيسيًا في إستراتيجيات التسويق للشركات نظرًا للوقت الهائل الذي يقضيه الأفراد كل يوم على المنصات والتطبيقات الإجتماعية، حيث تستخدم الشركات المنصات للعثور على العملاء والتفاعل معهم، وزيادة المبيعات من خلال الإعلان والترويج ومعرفة اتجاهات المستهلكين، وتقديم خدمة العملاء أو الدعم، ومن خلال هذه المنصات من الممكن تعزيز تعليم الطلاب وبناء روابط تعليمية بطرق مبتكرة وفريدة.

أبرز وسائل التواصل الإجتماعي

تتعدد وسائل التواصل لدى المستخدمين وتتخصص كل منها بميزات فريدة عن الأخرى، كما أن لكل منها سلبياتها ومشاكلها وأبرز وسائل التواصل المعروفة اليوم:

١-تويتر (Twitter)

تُعد منصة تويتر واحدة من أبرز منصات التواصل الإجتماعي وأكثرها شهرة وخصوصاً أن الكثير من المشاهير يستخدمونها للتواصل مع جمهورهم من خلال التغريدات القصيرة التي لا يتجاوز عددها 280 حرفاً، ومن أبرز إيجابياتها أنه يمكن استخدامها للتسويق والترويج الشخصي أو العلامة التجارية، ويعد بناء شبكات التواصل في مجال الأعمال واحدة من أبرز ميزات تويتر إذ يمكن التواصل عبرها مع العملاء أو المنافسين، ويمكن استخدام تويتر للحصول على معلومات حصرية بخصوص أي نشاط مفضل لديك، أما عن سلبياته فيوجد التعليقات المسيئة أو متصيدو الإنترنت، وتعد القرصنة واحدة من أخطر سلبيات تويتر، كما أن بعض الحكومات تفرض رقابة صارمة على النشر عبر المنصة، مما يجعل للتغريد دون تفكير عواقب وخيمة.

٢-فيسبوك (Facebook)

فيسبوك واحدة من أهم منصات التواصل الإجتماعي وأضخمها حيث إنها تحتوي على عدد كبير من المستخدمين كما أنها مرتبطة بالكثير من مواقع الويب والتطبيقات الخارجية، ومن أبرز إيجابياته أنه يمكن بيع معلوماتك لشركات التسويق واستهدافك بالإعلانات، كما يمكن أن تكون سببا للإدمان الإلكتروني والأرق والعزلة، وضعف الترابط الأسري والتواصل الواقعي مع الأصدقاء، كما أن المستخدمين يواجهون خطر التعرض للتنمر عبر الإنترنت أو سرقة المعلومات الشخصية وانتحال الهوية، أما عن سلبياته فقد واجهت منصة فيسبوك العديد من الاتهامات بخصوص مشاكل الخصوصية بها، إذ يمكن بيع معلوماتك لشركات التسويق واستهدافك بالإعلانات، كما يمكن أن تكون سببا للإدمان الإلكتروني والأرق والعزلة، وضعف الترابط الأسري والتواصل الواقعي مع الأصدقاء، كما أن المستخدمين يواجهون خطر التعرض للتنمر عبر الإنترنت أو سرقة المعلومات الشخصية وانتحال الهوية.

٣-لينكد إن (LinkedIn)

من أهم مواقع التواصل الإجتماعي المشهورة في مجال الأعمال إذ يمكن استخدامه كمعرض لأعمالك أو كسيرة ذاتية عنك، ومن أبرز مميزاته أنه يتيح التعرف على أشخاص محترفين في مجالك والتعلم منهم، ومصدر لأخبار الأعمال، ويبحث لك عن وظائف ذات صلة بمجالك، ومنصة تعليمية متكاملة، ويمكن القيام بحملات تسويقية مدفوعة وكسب الكثير من العملاء المحتملين أكثر من غيره من المواقع، وبالنسبة لسلبياته أن ميزاته تعتبر محدودة جداً بالنسبة للمستخدمين الذين يستعملونه بالمجان، ويكلف الكثير من المال لشراء الميزات والمزايا، وتعتبر الرسائل والإشعارات المزعجة أمرا شائعا فيه، وأقل متعة من باقي وسائل التواصل كونه موجها للأعمال بشكل مباشر.

٤-ريديت (Reddit)

موقع ريديت من أفضل مواقع التواصل الإجتماعي في مجال المناقشات والآراء إذ أنه مقسم لمجموعة من المجتمعات التي يختص كل منها بمجال معين، فمن ايجابياته أنه سهل الاستخدام وآمن، ويمكن ترويج منتجاتك عبره بسهولة والتسويق لنفسك، ومن أبرز ميزات ريديت تعزيز المناقشة المفتوحة، ويساعدك في البقاء على اطلاع دائم بتطورات اختصاصك لحظة بلحظة، أما عن سلبياته فهو يستنزف وقتك حيث يمكن أن تبقى عليه ساعات دون أن تشعر، وهو غير منظم ومرتب، ومن الممكن أن تتعرض للكثير من التعليقات المسيئة بسبب اختلافات الرأي.

٥-تيك توك (Tik Tok)

تيك توك من أكثر المنصات التي نالت شهرة واسعة في الآونة الأخيرة، إذ تتيح للجميع صناعة المحتوى وتكوين جمهور والتواصل معه، فمن مميزاته أنه يعتبر من أكثر المنصات المسلية في الوقت الحالي، ويمكن تكوين الكثير من الصداقات فيها وتفتح المجال لكل من لديه أفكار إبداعية، كما أنها طريقة جيدة لكسب المال، أما عن سلبياته فهو لا يحترم الخصوصية ولا يوجد رقابة بهذا الشأن، واحتمالية التعرض للمتحرشين الجنسيين كبيرة، وتكثر في المنصة التعليقات السلبية، ولا يخضع للرقابة مما يؤدي إلى نشر الكثير من المحتويات التي لا تناسب الآداب العامة.

السلبيات المتعلقة باستخدام وسائل التواصل الإجتماعي 

على الرغم من الإيجابيات المختلفة والعديدة لاستخدام وسائل التواصل الإجتماعي فهناك العديد من السلبيات أيضاً مثل أي أداة أخرى، ويتم استخدام هذه الطرق للتطفل على الآخرين، وفي بعض الأحيان يمكن استخدامه كأداة فعالة للتنمر وبعض الأشخاص يقومون بمقارنة أنفسهم بالمستخدمين الآخرين، وقد أظهرت الأبحاث أنه من الممكن زيادة الشعور بالاكتئاب والقلق والعزلة الإجتماعية بسبب وسائل التواصل، إضافة لإمكانية نشر معلومات مضللة لعدد كبير من الناس واستخدامها كأداة للكراهية، ولا يمكن تجاهل أنها تسبب الإدمان للبعض، خاصة لبعض الأشخاص الذين يمتلكون فهما محدوداً لوسائل التواصل الإجتماعي، كما أن اتهامات التجسس وانتهاك الخصوصية لبعض هذه المنصات التي ما زالت عالقة في أذهان المستخدمين بل وأصبحت هذه المنصات تتسابق في جمع المعلومات الخاصة بالمستخدمين.

تأثير وسائل التواصل الإجتماعي على الشباب

أتاحت وسائل التواصل الإجتماعي طرق للتبادل الثقافي الجماعي والتواصل بين الثقافات، وأدى ظهور منصات التواصل الإجتماعي إلى دمج الثقافات المختلفة وطرق الاتصال معاً، ومزج بين أنماط التفكير الثقافي المختلفة وأنماط التعبير، أيضًا أثرت وسائل التواصل الإجتماعي على طريقة التواصل من خلال إدخال أشكال جديدة من اللغة، وتم تقديم الاختصارات لتقليل الوقت المستغرق للرد على الإنترنت، إضافةً لوجود الوسم “الهاشتاغ” والذي أثر على طريقة تواصل الشباب ومن خلاله يمكن نشر فكر ما على نطاق واسع من المستخدمين خاصةً مع إدخاله على جميع منصات التواصل الإجتماعي.

وبشكل أساسي تم إنشاء الوسم لتنظيم المعلومات والبحث عنها بسهولة، إضافة لاستخدامه عندما يريد الأشخاص الدفاع عن حركة أو تخزين محتوى أو تغريدات للاستخدام في المستقبل، ويسمح لمستخدمي هذه المنصات الإجتماعية بالمساهمة في مناقشة أفكار معينة باستخدام علامات التصنيف الموجودة في حين أن أدوات وسائل التواصل الإجتماعي يمكن الوصول إليها بسهولة، لكن قواعدها ليست بديهية، حيث إن استخدامها يجب أن يقوم على الصدق والحوار المفتوح فلا بد من التحلي بالأدب والفضيلة عند التعامل مع الآخرين على منصات التواصل.