الألهة اليونانية القديمة
✍️محمد حمدي محمود
مقدمة :
كانت الأسطورة أول خطوة خطاها الإنسان القديم نحو طريق التطور الفكري ، والإبداع ، واكتشاف نفسه وبالتدريج بدأت تتكون الكثير من الحكايات المختلفة التي ولدت علي أرض بلاد الإغريق تلك الأرض التي كانت تُعد مهداً لحضارة من أقدم حضارات العالم القديم ، تلك الحكايات التي كانت تُمثل الكثير من الأبطال إلي جانب الألهة الذين كانوا يقومون بحمايتهم .
وإذا نظرنا إلي كل هذه الأساطير ، والحكايات ، والأناشيد ، والأشعار فسنجد أنها كانت تُروي علي لسان الكثير من الشعراء ، والجوالين وقد تحولت كل هذه الحكايات إلي ملاحم كبري مثل ” الإلياذة ، والأوديسة ” ، وقد كان لكل هذا الكم الهائل من الحكايات ، والأساطير ، والأناشيد أثراً كبيراً في ظهور عدد كبير من الشعراء المسرحيون القدماء أمثال ” اسخيلوس ، وسوفوكليس ” وغيرهم من أعلام الفن الإغريقي .
لقد كانت الحضارة اليونانية القديمة شأنها شأن كل الحضارات التي سبقتها تتميز بتعدد الألهة ، فألهوا الطبيعة وظواهرها وعبدوها ؛ حيث جعلوا السماء ، والأرض ، والبحار آلهة بل وجعلوا لكل مدينة آلهتها الخاصة بها حتى وإن تكررت بعض أسماء تلك المعبودات مع المدن الأخرى ، ولم يقفوا عند هذا الحد بل جسدوا تلك الآلهة وجعلوها كالإنسان في جميع صور حياتها النفسية والجسمانية ، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن بعض ألهة بلاد اليونان القديمة التي عبدها أهل تلك البلاد مثلهم مثل أهل البلاد ، والأقطار الأخري .
1- الإله زيوس :
تُعتبر زيوس هو إله البرق عند الأغريق إلي جانب ذلك يُعد هو الأب الأعلي ، وسيد جميع الألهة ، والبشر الذين يسكنون في الأرض ، ويعود المنشأ الأول لهذا الإله إلي جزيرة ” كريت ” ، وتروي إحدي الأساطير القديمة عن مولد هذا الإله أنه قد تم إنقاذة من بين فكي والدة الإله ” كورنوس ” وذلك عن طريق والدته الإلهة ” ريا ” التي تدخلت في الوقت المناسب ولولا تدخلها هذا لكان الإله كورنوس قد قضي علي زيوس مثله مثل الخمس أبناء الذين كانوا قبلة .
2- الإله بوسيدون :
يُعتبر بوسيدون هو إله البحار ، والمحيطات في بلاد الإغريق ؛ حيث كانت له القدرة علي السيطرة علي غضب المياه ، وهذا الإله يُعد من مواليد مدينة ” رودس ” ؛ حيث كانت نشأته علي يد ” التيلكوين ” وهي نوع من المخلوقات الأسطورية البحرية الأرضية الهجينة .
ولهذا الإله أسطورة هو الأخر تشبه لحد كبير أسطورة أخية زيوس فقد كان هو الأخر مخبأ من قبل والدته بين قطيع من الحملان لمنع والده كرونوس من التهامه ، وقد حدث تعاون بين بوسيدون وأخية زيوس من أجل هزيمة والدهم كورنوس هذا إلي جاني مهمته في حراسة البحار، والمحيطات .
3- الإله هاديس :
كان هاديس هذا هو إله العالم الأخر ، وهو الإبن الأكبر الذي تم القضاء عليه من قبل والدة الإله كورنوس علي الرغم من أنه سوف يتم إنقاذه فيما بعد ، وسيبعث من الموت علي يد أخية زيوس ، وقد أنضم الإله هاديس لتحالف الأخوين زيوس ، و بوسيدون من أجل القضاء علي والدهم كورنوس .
وقد تم تقسيم حكم العالم بين الأخوة الثلاثة وكان حكم العالم السفلي من نصيب هاديس ، ولكنه فيما بعد تم الحكم عليه بالعزلة ، والأسر عن طريق الإلهة ” البرسوني ” الإبنه البكر لزيوس من أجل إجبارة علي الزواج منها ,
وعلي الرغم من أن هذا الإله يعد إلهاً مرتبكاً إلا أنه قد حافظ علي نظام التوازن في العالم الإغريقي القديم ، وعلي الرغم من أن اسم هذا الإله كان يرتبط دائماً بالشر إلا أنه كان يُعد الكافي بين الخير ، والشر .
4- الإله هيرميس :
هيرميس هو ابن الإله زيوس ، وهذا الإله كان يُعتبر إله الحدود ، والحامي من اللصوص ولعل ذلك بسبب البلاغة ، والحكمة التي تميز بها هذا الإله من بين باقي الألهة إلي جانب كونه رسول الألهة ، وقد كان مسقط رأس هذا الإله في مدينة ” أوليمبوس ” ، ومن أهم إنجازات الإله هيرميس أنه ذهب للعالم السفلي بتكليف من والدة زيوس كرسول لعمة الإله ” ذا هاديس ” من أجل التفاوض علي إحدي قضايا العالم .
5- الإلهة هيرا :
تُعتبر هذه الإلهة هي ملكة الألهة في بلاد الإغريق ، كما كانت هي الأخت الكبري للإله زيوس العظيم كما كانت زوجتة في نفس الوقت ، وكانت هيرا هي المسؤلة عن عن ضمان الزواج والولادات, بالإضافة إلى توفير حماية خاصة لجميع النساء في بلاد اليونان .
وقد كانت الإلهة هيرا دايماً ما تمتلك شخصية نبيلة وإنسانية إلي أبعد الحدود على الرغم من ألوهيتها العظيمة ومكانتها بين باقي الألهة ، وكونها زوجة لسيد ألهة بلاد اليونان ، وبسبب المكانة الكبري للإلهة هيرا يتم الإحتفال بها بعيداً خاصاً يكون في الأول من شهر مارس من كل عام تكريماً ، وتخليداً لها .
6- الإله هيفايستوس :
يُعتبر هذا الإله هو بطل الألهة ، وحامي الحرفيين في بلاد الإغريق كما كان هو إله النار ، والإله هيفايستوس هو ابن الإله زيوس العظيم وابن الإلهة هيرا سيدة ألهة اليونان رغم أن هذا ليس واضحًا مؤكداً .
وهناك أسطورة تقول بأن هذا الإله عند ولادته كان مظهره غير سارٍ للغاية ، وكان أعرج ، وقد سقط في البحر بعد ذلك ولكنه تم إنقاذه علي يد آلهة ” ثيتيس ” والدة الإله ” أخيل ” وبعدها ترعرع عليها في جزيرة الليمون .
7- الإلهة هستيا :
هي إلهة الموقد الذي يوجد في البيوت وهي من أشهر ألهة اليونان ، وقد كان الإغريق يعتبرون المواقد من أهم أجزاء البيوت في تلك الفترة لذلك كان الإغريقي يعتبر الربة هستيا ربة الدار ، وراعية الأسرة ، والساهرة علي سعادتها ، وراحتها .
وقد وصفت الأساطير الإغريقية بأن الربة هستيا كانت شديدة التمسك بعذريتها حتي أن الكثير من الألهة قد تقدموا للزواج منها مثل بوسيدون ، وأبوللون ولكنها رفضتهم جميعاً ، كما تروي بعض الأساطير أن ” بريابوس ” إله الخصب قد حاول اغتصابها دون جدوى وظلت عذراء من أجل أن تقدم لها الذبيحة الاولى فى أى قربان لكراهيتها الحرب والمنازعات .
8- الإله هيفايستوس :
هو رب النار سواء التي تصدر من البراكين أو تلك التي يشعلها الإنسان كما كان تُعتبر رب الحدادة وقد وصفة ” هوميروس ” بأنه ابن الإله زيوس ، والإلهة هيرا وكان هذا الإله نادر الظهور في الأعمال الفنية الإغريقية ووصفته الأساطير بأنه كان أعرجاً وذلك لأن أمة هيرا لم تعجبها خلقته المشوهة بعد ولادته فألقت به من السماء فأصيب بكسر فى ساقه وذلك علي حد وصف الأسطورة .
9- الإلهة أثينا :
هي إلهة الحكمة ، والعقل ، والفنون عند الإغريق وهي ابنه الإله زيوس وتروي الأسطورة اليونانية أن زيوس قد جاء بها سفاحاً من الحكيمة ” متيس “، بعد أن ضاق بها ذرعاً وخاصة بعد أن أنذر من خطر الإنجاب منها فقرر أن يتخلص منها ، فابتلعها فى جوفه ، وما أن فعل ذلك حتى أصيب بصداع في رأسه ونودى على إله الحدادة هيفايستوس فشق رأسه بفأسه وسرعان ما قفزت أثينا من رأسه مدججة بالسلاح تصرخ صيحات الحرب ، وقد ورث عن أمها الحكمة ، كما كانت ربة الحرب ، والنزال وحامية الصناع .
10- الإله أريس :
هو إله الحرب عند الإغريق وهو الإله الوحيد الذى أنجبه زيوس من زوجتة الشرعية هيرا ، وتصورة الأساطيرأنه محاط بحاشية تتألف من عدد من الألهة وأنصاف الألهة منها ” إيريس ” إله الفتنة والشقاق، و” ديموس ” إله الذعر، و” فوبوس ” إله الرعب .
