المرأة والحياة

خُلقت المرأة ملكة لتحكم عصور لم تنتهي بعد

 

رؤية وائل

من قديم الأزل استطاعت المرأة المصرية أخذ حقها في السلطة والحكم، وذلك لم يكن في أسرة أو إثنين، بل امتد ل26 أسرة وأربع عصور تقريبا، تلك العصور امتلأت بملكات مصرية لا حصر لها، المرأة المصرية تربي، ترعى، تعمل، وتحكم بلاد أيضا، ومن خلال مقالي اليوم سنتعرف على بعض ملكات مصر الذين كانوا عماد التاريخ، ولكن دعينا نعرف أولا:

لماذا ظهرت الملكات الفرعونية في حيز حكم البلاد؟

في حين عدم وجود خليفة واضح للملك المتوفي أو مشكوك في نسله أو إذا كان الملك عقيم لا ينجب قط، يذهب الحكم لأرملته لترث العرش وتقود الحكم بمفردها، وذلك طموحها الشخصي أو عدم وجود مرشحين مناسبين أو لحفظها من الخطر.

والآن لنتعرف على بعض ملكات الذين أثروا في التاريخ:

الملكه حتشبسوت:

خُلقت المرأة ملكة لتحكم عصور لم تنتهي بعد
خُلقت المرأة ملكة لتحكم عصور لم تنتهي بعد

كان حكمها من أبرز الأحكام التي مرت على مصر، ليس في تاريخ الأسرة الثامنة عشر فحسب، بل في تاريخ مصر القديم كله؟ كانت من أقوى الملكات نفوذا وحكما، ولدت عام 1508 قبل الميلاد وتعد من أكبر بنات الملك “تحتمس الأول” والملكة “أحمس”، كما تعد الخامسة من تسلسل ملوك الأسرة 18.

بعد وفاة زوجها ” تحتمس الثاني “حكمت البلاد وكانت وصية على الملك الصغير ” تحتمس الثالث “، ونشرت قصة نقشتها في معبد الدير البحري قالت فيها إنها نتيجة لقاء حميم بين آمون وأمها الملكة أحمس، ويضعها مانيتون بعد أمنحتب الأول في منتصف الأسرة الثامنة عشر.

ولم يكن من السهل توليها الحكم؛ فقد واجهت كثير من الصعاب بعد إصرار وعناد مجتمع وسلطة دينية ذكورية أصرت أن تعطي الحكم لرجل، استطاعت الملكة حتشبسوت أن تصل إلى الحكم.

الملكة نفرتيتي:

خُلقت المرأة ملكة لتحكم عصور لم تنتهي بعد
خُلقت المرأة ملكة لتحكم عصور لم تنتهي بعد

وكان يعني اسمها “الجميلة أتت” وهي زوجة “امنحوتب الرابع – اخناتون لاحقا”، وهو فرعون الأسرة الثامنة عشر الشهير، وهي حماة توت عنخ أمون، وكانت من أقوى نساء مصر القديمة، لم تمكث كثيرا بعد وفاة زوجها، وقد ساعدت توت عنخ آمون للوصول إلى الحكم.

وكانت من الملكات الوفيات ولها منزلة رفيعة أثناء حكم زوجها، كما أنها تنتمي للأسرة 18، وامتدت حياتها إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، واشتهرت بالتمثال النصفين وجهها المنحوت على قطعة من الحجر الجيري وهي واحدة من أروع القطع الفنية الفريدة في العصر القديم.

الملكة كليوباترا:

خُلقت المرأة ملكة لتحكم عصور لم تنتهي بعد
خُلقت المرأة ملكة لتحكم عصور لم تنتهي بعد

هي آخر ملوك الأسرة المقدونية، والتي حكمت مصر بعد وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 قبل الميلاد، وظل حكمها حتى احتلت روما مصر عام 30 قبل الميلاد، وكانت كليوباترا ابنة “بطليموس الثاني عشر” وجاءت بعده كملكة في عام 51 قبل الميلاد، تنافس أخاها “بطليموس الثالث عشر” على العرش، وذُكر انها كانت جميلة وكانت ملامحها ساحرة على عكس الصور التي وصلت إلينا.

وقد وقع الرجال الكثيرين في حبها وأثارتهم بشخصيتها القوية اللطيفة وبذكائها الحاد، وحكمها امتد سنوات قليلة، وفي سنة 40 قبل الميلاد أخذ الامبراطوري جزء من مملكتها، بعد أن اصيب ماركوس أنطونيوس عندما أصبح العالم الروماني جزءان مع كل من اوكتافيا بعد مصرع يوليوس قيصر.

ولدت عام 69 قبل الميلاد، واثر حكمها تأثيرا بالغاً في نشاط السياسة الرومانية في فترة صعبة، وكانت هي النموذج الأول لرومانسية المرأة الفاتنة، وكانت ملكة موهوبة وعرفت كثير من اللغات وقادت جيوش في سن صغير والتحقت بالتعليم في منارة العامة في الإسكندرية، وكان هدفها استرجاع أمجاد أسرتها الحاكمة، واستطاعت غرس الاستقرار والسلام في البلاد أثناء حكمها.

الملكة نفرتاري:

خُلقت المرأة ملكة لتحكم عصور لم تنتهي بعد
خُلقت المرأة ملكة لتحكم عصور لم تنتهي بعد

ولدت عام 1254 قبل الميلاد وتوفت عام 1290 قبل الميلاد، وهي تُعتبر من أهم زوجات الملك ” رمسيس الثاني” والذي استمرت حياته حتى عصر الأسرة 19 في القرن 11 قبل الميلاد، وأنجبت له الكثير من الأولاد ولكن للأسف لم يبقى منهم أحد حياً، وهي أم ميريت آمون التي أصبحت بعد ذلك ملكة.

كانت نفرتاري لها وجها مهما في عصرها، والدليل على ذلك واجهة معبد أبو سمبل الذي شيده رمسيس لها ولآله وجعل تماثيلها في حجم تماثيل الفرعون، واسم نفرتاري يعني “الرفيق الجميل” وهي من أشهر ملكات مصر بعد كليوباترا ونفرتيتي وحتشبسوت.

الملكة ميرت آمون:

خُلقت المرأة ملكة لتحكم عصور لم تنتهي بعد
خُلقت المرأة ملكة لتحكم عصور لم تنتهي بعد

وهي الابنة الرابعة للملك “رمسيس الثاني” وأمها الملكة نفرتاري، وتحدثنا عنها في الجزئية السابقة، واسمها يعني “حبيبة امون” ولها تمثال يطلقون أهالي أحميم عليه “العروسة” وهو من أجمل التماثيل التي جسدها المصري القديم.

ويستمتع الآن الزوار بالنظر إلى سحرها وجمالها الفرعوني في تمثالها وهو مصنوع من الحجر الجيري وارتفاعه 13 متر ووزنه 31 طن وهو أجمل تمثال صدر في عصر الرعامسة.

ووصفته اميرة محمد، استاذة آثار بسوهاج، قائلة: “يرى الشعر المستعار معقودة في ثلاث ضفائر متدرجة الطول، زرقاء اللون، يمسكه رباط مزدوج ينتهي بثعابين يرتدي كل منهما تاج، حيث يرمزان للوجهين البحري والقبلي، ويعلو رأس ميرت آمون قاعدة مستديرة يحيط بها إطار من الثعابين متوجة بأقراص الشمس، مستقرا عليها رسم القرص الشمس و ريشتين اعلاه”.

وفي النهاية اقول لكِ “كل فتاة وكل امرأة لديها القدرة على جعل هذا العالم مكانا أفضل؛ فكوني أنتِ أيضا كذلك”.

مراجعة: مايا أحمد زكي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا