المرض النفسي وتأثيره على علاقتنا
✍ خلود أحمد
الحياة عادةً تكون مُقيدة ببعض المشكلات، ولكن الأشخاص تبحث عن الحل السطحي فقط لحل هذه المشكلات وفي بعض الأحيان لا يبحثون عن جذور المشكلة وأسبابها أو بالأخص تحديد أسباب المشكلة العامة.
بعض المشكلات تكون فقط مجرد حالة نفسية يمر بها الإنسان وهذه الحالة تؤثر عليه سلبًا، وأحيانًا تسبب هذه المشكلات النفسية على علاقة الإنسان بكل شخص حوله، فهل نجد حلاً لمشكلة من هذه المشكلات؟
أسباب بعض المشكلات النفسية:
بعض المشكلات النفسية حسب تشخيص بعض الأطباء النفسيين تكون بسبب متلازمة “الفقد”، والفقد لا يعني فقط فقد الشخص بالموت..
ولكن الفقد يكون أحيانًا فقد الثقة بالنفس أو بالآخرين، أو فقد الشعور بالحب، أو فقد الأمان، في كثير من الأحيان يكون سبب الفقد موقف أو شخص أو ذكرى حدثت ولم نكن نعلم أن تأثيرها سيتسبب في وضع فراغ بداخلنا، ولا أن يكون هذا الفراغ حاجز يمنع الشخص من المضي والاستمرار في ممارسة حياته بشكل عام.
أولاً: متلازمة فقد الأشخاص
فقد الأشخاص لم يَعد مجرد فقد بالموت، يفقد الشخص شخص آخر لعدة أسباب أكثر هذه الأسباب التي تسبب حالة نفسية للفاقد هي ” الموت”، موت الشخص يسبب فجوة كبيرة في حياة الشخص الفاقد، في بعض الأحيان يصيبه بالحزن فقط ثم تَقبل الوضع والواقع، وبعض الأشخاص تنتابهم موجة من الاكتئاب الحاد فيكون الفقد بمجرد فقد آخر للشخص في حينها يفقد نفسه ويفقد كافة الشعور من حوله، فالفقد بالموت كثيرًا ما يسبب موت للفاقد ولكن موت أكلينيكيًا من نوع مختلف..
أي يستمر في الحياة ولكن دون أي إبداء مشاعر سواء فرح أو حزن، يتحول عندها لأداة تعمل فقط، لا تشعر بما حولها.
ثانيًا: متلازمة فقد الشعور بالحب
هذه المتلازمة لا تكون فقط بين شخصين يفقد أحدهم شعوره تجاه الآخر، بينما هي عبارة عن مرض يصاب به الشخص، فقدان الحب بمثابة فقد العيش بأكمله، لأنها تعتبر فقد الإحساس بالحياة بشكل مجمل وعام، أو تأدية باقي الحياة دون الإحساس بمعناها، وأكبر مثال كان في فيلم” حب البنات” وضع الفنان” أشرف عبد الباقي” والذي جسد دور الطبيب النفسي “مهيب النشوقاتي”، والذي كان المصدر الوحيد لعلاج بنات ” مصطفى أبو حجر” ومن خلال مشاركته في الفيلم أثبت نظرية بسيطة وقالها في الفيلم وكانت هي المحور الرئيسي لكل شخصية جسدت في الفيلم فقال: أنا من خلال خبرتي القليلة دي، اكتشفت إن كل المشاكل النفسية دي سببها حاجة واحدة بس.. عارفين إيه؟ قولتولي إيه: الحب. كل المشاكل اللي قابلتها ليها علاقة بالحب.. يا إما مش عارف يحب اللي بيحبه، يا إما مش عارف يخلي اللي بيحبه يحبه، يا إما مش عارف يحب اللي حواليه، يا إما مش عارف يحبب اللي حواليه فيه، يا إما بيحب نفسه بزيادة، يا إما مش عارف يحب نفسه خالص.. دايماً ليها علاقة بالحب، الحب يكون شعور فطري ليه علاقة بكل شيء خاص بالإنسان، الحب سبب لاهتمام الشخص بعمله حسب مقولة” أحمد حلمي” حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب، فيكون الحب هو سبب فعلي لأداء واستكمال الحياة بأكملها، والتعايش به، فالحب يكون للأشياء والأشخاص، يكون للأهل والأصدقاء والجيران والأقارب، الحب فطرة ولكل فطرة استمرار.
ثالثًا: متلازمة فقد الثقة بالنفس وبالآخرين
هذه المتلازمة تكون بسبب موقف سواء من شخص لنفسه، أو مع شخص وأخر، أو شخص وقع تحت إثر باقي الأشخاص وأدي إلى فقد الثقة بنفسه أو بالآخرين، في بعض الأحيان يكون فقد الثقة بالنفس سببه الفشل سواء دراسيًا أو اجتماعيًا أو عاطفيًا، يكون بمثابة الإحساس بالنقص وعدم القدرة على استكمال الحياة العملية والعامة، الفشل يكون عنوان مناسب لفقد الثقة بالنفس..
بعض الأشخاص يرى أن الفشل يكون بسبب النقص في إكمال شيء معين أو في القدرة على استكماله للدراسة، أو تحقيق هدف معين في حياته بشكل عام، فيصاب حينها بفقد الثقة بنفسه، أما بالنسبة للآخرين ففقد الثقة بالآخرين ينبع من أكثر من موقف، وذلك يؤثر على الشخص وعلى ثقته بالآخرين.
حل بعض المشاكل النفسية
في بعض الأحيان لم يعترف الأشخاص بأنهم لم يصابوا لمشكلة نفسية ويروا أن لا وجود للمشكلات النفسية من الأساس، أرى أن الحل لهذا النوع من الأشخاص هو المواجهة.. المواجهة تكون بمثابة وضع الشخص في نفس ظروفه ولكن في شخص آخر لإعطاء الشخص فرصة التعلم من المشكلة وعلاجها ومعرفة أنه فعليًا وقع في مشكلة لكنه يتعامل معها بكل تلقائية خاصة به، وهناك نوع من الأشخاص الذي يلجأ للطبيب النفسي ليكون عونًا مساعد له لتخطي المشكلة النفسية التي يقع تحت أثرها.
فبعض المشكلات النفسية تكون ثغر بسيط ينطلق ويصيب الإنسان، ويؤثر على نفسية وجسد الشخص، المشكلات النفسية تُعد انطلاقة التعب النفسي، فما كثر تعب جسد إلا إذا كان مضمورًا داخليًا.
