مقالات

” حتى لا ينخدع الناظر “

 

 

 بقلم/ أحمد عشماوى

تحت إعداد وإشراف: فريق حراس التراس و الحضارة )

” حتى لا ينخدع الناظر ” نظرا لرغبة الكثير من الناس في الثراء السريع اتجه البعض إلي التحايل والتزوير ليس في العملات فقط وإنما في الآثار وخاصة المصرية منها نظراً لقيمتها وأهميتها العالمية.

” معنى علم الآثار”

علم الآثار ( ARCHAEOLOGY ) هو علم  يهتم و يبحث في الآثار التي تمثل بقايا النشاط الإنساني القديم، و يهدف إلى تكوين صورة كاملة عن نمط الحياة اليومية التي عاشها الإنسان منذ القدم ، وذلك عن طريق دراسة تاريخ البشرية و البحث عن البقايا المادية و الثقافية ، و الفنية للإنسان القديم .. و كان أول من استخدم مصطلح “ARCHAEOLOGY” هو المؤرخ الاغريقي ” ديونيسيوس الهاليكارناسي” حيث ذكر هذا المصطلح في عنوان كتابه ” الأركيولوجيا الرومانية” التي شرح فيها تاريخ روما و آثارها و حروبها القديمة. و فيما بعد أهمل هذا المصطلح “علم الآثار” الي ان جاء القرن السابع عشر الميلادي ليعاد استخدامه، حيث ذكر المؤرخ الفرنسي”جاك سيون” في كتابه “مزيج من علوم الآثار” التي شرح فية التاريخ و الناحية الفنية للأبنية القديمة .. و عبر المفاهيم السابقة لمصطلح علم الآثار تم التوصل لمفهوم شامل لهذا المصطلح حيث عرف بأنه علم السجلات الصامتة الذي يدرس حياة الإنسان القديم منذ عيشة في الكهوف الي السكن في السهول، و من ثم قيام الحضارات الحديثة بغض النظر عن الجنس او العرق، عن طريق دراسة الآثار و الوثائق التي تركها، و التي تبين طبيعة تفاعلية مع البيئة المحيطة به .

ابو الهول و الاستفسار الاثري

” الإستفسار الأثري “

* أبوالهول الصيني:- قامت دولة الصين بتقليد نسخة لتمثال أبو الهول المصري، وظهر التمثال المُقلد في مدينة شيجيا تشوانغ، ما أثار حالة من الغضب المصري التي اجتاحت العالم كما تسبب بضجة كبيرة، حيث اشتكت وزارة الآثار المصرية لمنظمة اليونسكو باعتبار هذا التمثال المقلد انتهاك لحقوق مصر وتراثها الثقافي .

* تمثال الملكة “نفرتيتى:- ومن الناحية المحلية، أثار تمثال الملكة “نفرتيتي” الموجود في مدخل مدينة سمالوط بالمنيا حالة من الغضب بأنحاء مصر، حيث تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى ” “فيسبوك” و” تويتر” صورة لتمثال الملكة “نفرتيتي” تم وضعه بمدخل مدينة سمالوط بمحافظة المنيا، منحوت بشكل عشوائي يقلل من جمال الملكة الفرعونية .

” أنواع الادلة الأثرية “

المعثورات المنقولة :-  و التي قام الإنسان بصناعتها، و التي تنتقل من مكان الى اخر دون تعرضها للتغيير، و تشمل الأدوات الحجرية، و الأواني، و أشغال الزينة كالخرز، و الألواح الطينية.

المعثورات الثابتة :-  و المتمثلة في البيوت، و المقابر، و قنوات الري، و الحفر التي قام الإنسان بصناعتها و لكنها بقيت ثابتة في مكانها.

المعثورات الطبيعية :- و التي توجد في الطبيعة وحدها دون تدخل للإنسان بها، كعظام الحيوانات، و بذور النباتات، المواقع الأثرية.

” أساليب تعتيق الأثر “
  1. الإدعاء والتضليل في نسبة الأثر إلى مكان اثري وهذا ليس حقيقي .
  2. إحضار الأثر وعليه بقايا الطين والأتربة .
  3. في حالة الاثار المعدنيه يحضرون القطعه الاثريه وعليها آثار الصدأ لتأكيد علاقتها .
  4. أحيانا ما يتم وضع قطع أثرية مقلدة بين عدد من القطع الاصليه للخلط بينها وهذه الطريقة نعرفها بدس السم في العسل .
  5. صب الزيت المقدوح على القطع الأثرية ثم دفنها في الرمال لإكسابها لون عتيق .
  6. دفن الأثر بين روث ومخلفات الأبقار .
” الفرق بين العملات “

1) يرسم على قطع العملة الحصان الجامح ولم تكن كامله الاستداره كما يعتقد المزور أو المقلد .

2) يكتب عليها بالهيروغليفية نبو نفر، وتعني ( ذهب خالص) .

3) لابد أن تصنع من الذهب عيار 24 كما يوضح النص الهيروغليفي .

4) التقليد القبرصي كله من عيار 13 وغيره .

5) العملات القديمه سميكة بينما العملات التالية رقيقة .

6) محاولة تتبع الشكل الممثل علي العمل وربطه بالفترة الزمنية .  

طرق الكشف عن الاثر

” كشف تمثال حجري مقلد “

يوجد نوعان من الأحجار، ثقيلة الوزن مثل الجرانيت بأنواعه، البازلت ، و الألباستر ، و المرمر المصري ، والأحجار خفيفة الوزن مثل حجر الجير ، والكلس، ولنفترض أنك صادفت تمثال *فماذا ستفعل لاختبارها* ؟!!

  1. لابد من افتراض الشك من أجل الوصول إلى اليقين حتى تتحري مدي اصاله أو تزييف القطعه التي امامك .
  2. الأثر المزيف يأتي دائما خالي من الدقة في النسب والملامح مهما كانت براعة ودقة من قام بنحته .
  3. يمكنك تخيل تقسيم الأثر من الأمام إلى شطرين طوليين من تتبع مطابقة الشطرين لبعضهم البعض .
  4. الإعتماد على طول الأثر .
  5. التمثال المقلد ثقيل الوزن في أغلب الأحيان .
” الكشف عن تمثال أثري معدني “ الكشف عن الاثر المعدني

يعد موضوع التفرقة ما بين الآثار المزيفة  والحقيقية أحد أكثر المواضيع تداولاً ما بين الأثريين والتى تتناول عدة تدوينات هذا الموضوع بتفصيل أكثر .. تعطي هذه التدوينة خلفية حول موضوع الآثار المزيفة ، التدوينة الثانية حول التقنيات المختلفة للكشف عن الأثار المزيفة ، أما التدوينة الثالثة فتعطي معلومات وبيانات عملية حول معرفة الآثار الحقيقي من المزور ..

” *كيفية التفريق بين التماثيل والآثار المعدنية الاصلية و المقلدة* “

*عرف المصري القديم الكثير من المعادن كان أهمها المعادن الآتية* :-

1- الذهب .. و هو سيد المعادن حيث أنه معدن ثمين جدا من الفلزات عدده الذري ٧٩ في الجدول الدوري وهو أكثر الفلزات كثافة ، فهو أصفر اللون و يتم ذلك عن طريق خلط الذهب مع النحاس والفضة والخارصين .

2- الذهب الأبيض .. هو ذهب ممزوج بالقصدير او البلاتينيوم من أجل اكسابه اللون الأبيض .

3- النحاس .. وهو معدن احمر تم استخدامه قديما كنوع خالص او مضاف الى القصدير كما سوف نرى .

4- الإلكترون .. و هذا المعدن متكون بين خليط من الذهب ٧٠٪ والفضة ٣٠٪.

5- البرونز .. وهو عبارة عن خليط من النحاس مع القصدير ليعطي معدنه أكثر صلابة من النحاس .

6- الفضة .. من المعادن الكريمة أبيض اللون وهو معدن ثمين معروف منذ القدم حيث عرفه قدماء المصريين و استخدموه خاصة في العصور المتأخرة .

“س/ *ما هي الأسباب في وجود تلك العيوب* …؟!”العيوب التي ممكن نواجهها

1) قد يكون سمة فنية في بعض الأحيان.. لكن هذا الخطأ لا يدعي أبدا إلى الشك في أصالة الأثر .. ودائما عين الأثري لابد أن تعرف وتقرر بسهولة صحة الأثر وبدون شك .

2) ضعف الخبرة بالنسبة للفنان الذي أقامها.

3) تماثيل تدريبية اقامها مدرس خبير مع تلاميذه كعمل تدريبي لهم وهذه هي عادة الفنان في مصر القديمة أنه كان يشرك معه بعض طلابه في عملية النحت او النقش والرسم وغيرها من الأعمال الفنية .

4) أن ما يظهر لنا على أنه خطأ قد يكون ليس خطأ بالنسبة للفن المصري القديم فهناك مدارس مثل المدرسة الآتونية والمدرسة الواقعية وكلاهم دعا إلى إظهار الشخص في هيئته كما كان .. بمعنى لو انسان اعرج تصورة المدرسة الكلاسيكية مثلا في أبهى صورة دون النظر الى مرضه .. لكن المدرسة الواقعية و الآتونية سوف تصوره على أنه أعرج .. وقد يعتبر البعض أن هذا خطأ مع انه ليس خطأ بل ملمح رئيسي من ملامح مدرستين قديمتين في مصر القديمة .

5) ضعف الوضع الاقتصادي لصاحب التمثال .

6) الظروف السياسية والتى أدت إلى ظهور أعمال فنية تحاول تشويه المعارضين والمخالفين .. وهذه فكرة حاضرة اليوم أيضا نراها ونتعايش فيها كتماثيل نسبة إلى أخناتون صنعة في طيبة بعد وفاته .

7) تماثيل مسروقة حاول البعض تغيير أسماء او ملامح هذه التماثيل فأدى الى ما يمكن أن نسميه اليوم خطأ فني من الفنان القديم .. وهو غير ذلك .

البسطاء دائما يبحثون عن تخليد صالح بعد موتهم ويسعون ان تكون اخرتهم خير من دنياهم هذا حالهم قديما وحديثا لذا بحثوا عن فنانين بسيطة التكلفة لعمل تماثيل لهم من أحجار رديئة .

” *أشهر قضية تقليد ونصب* “

نشهد جميعنا فى الوقت الحالى على العديد من عمليات الإتجار فى الآثار حيث تُصنع مستنسخات مقلدة ويتم الإتجار بها على أنها قطع أصلية ، وهذا ما يكشف لنا مدى التلوث الأخلاقى والزيف الذي نعيش فيه والذى إخترق حياتنا وتغلغل داخل تراثنا وآثارنا ..

وبالنسبة لأشهر قضية تزييف آثار قد تمت على يد شخص يقطن قرية نزلة السمان بمحافظة الجيزة ، وقد وصِفَ هذا الشخص على أنه “صاحب الأصابع الذهبية فى تقليد القطع الأثرية”، فمن أشهر قضاياه هذه أنه قلَّد تمثالاً تقليدًا محكمًا بحيث لم يتمكن أحد من التفرقة بينه وبين التمثال الأصلى وباعه للسيدة “فرانسوا ميتران” زوجة الرئيس الفرنسى بمليون دولار !! نعم .. لكم أن تتخيلوا مدى براعته التى اخترقت كافة وسائل فرانسوا الأمنية  في التحقق من التمثال قبل شرائه ..

وفى الواقع ، إن المتاجرة المستنسخات على أنها قطع مقلدة أمر مشروع مالم يتحول لخداع الآخرين والنصب عليهم وبيعها لهم على أنها آثار حقيقية ، ولكن الأمر انتشر فى العالم أجمع وأصبح حرفة غير مشروعة مربحة يحترفها الكثيرون دون رادع من ضمير أو قانون ، ومن ثم قامت الدول بحملات توعية لمعرفة التفرقة بين القطع الأصليه و المستنسخات وللحد من هذه الظاهرة على تاريخنا وحضارتنا ، كما قامت بوضع القوانين التى تجرم هذا الفعل وعقوبات للحد منه والقضاء عليه ..

وفيما يخصنا من هذه القوانين ، هو قانون الآثار المصرية القادر عام 2010م ، حيث تُقرر المادة 39 بأحقية المجلس الأعلى للآثار وحده فى إنتاج نماذج للآثار مختومة منه بمواصفات مخالفة للأثر الأصلى التى يصدر بتحديدها قرار من الوزير ، ويحظر تداول أو سفر أية نماذج يتم إنتاجها مخالفة لهذه المواصفات .. وفى المادة 45 نص القانون على أنه : “يُعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد عن 5 سنوات وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تزيد عن 50 ألف جنيه كل من زيَّف أثرًا من الآثار القديمة”.

#عزيزي_القارئ_بعد_ان_توصلنا_الي_نقطه_النهايه_في_هذا_المقال_يصبح_السؤال_هنا_هل لتقليد الأثر فوائد وعلي الوجه الاخر هل له أضرار؟!

#مستنين_رأي_حضراتكم

 

المصادر :-

د/ عبدالحميد عزب، مدخل إلى علم المصريات، ( طنطا ٢٠١٣ ).

– عمر جسام العزاوي، موجز علم الآثار، (لبنان : دار الكتب العلمية، 12,13,15).

– جريدة روز اليوسف والوطن العربى ( ٢٠٠٧ – ٢٠١٢ ).

– سليم حسن ، مصر القديمة، الجزء الأول ، القاهرة 1992 صفحة 20.

 

#حراس_التراث_والحضارة
#حراس_الحضارة
#حراس_التراث
حراس التراث و الحضارة ©

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا