تقارير وتحقيقات

الحب الحلال

الاء ممدوح صلاح الدين

 

لقد أنزل الله رسالة على رسول الإسلام فما ترك صغيرة ولا كبيرة إلا وقد بينها لنا …
لقد اهتم الاسلام بكل احتياجات الانسان سواء كانت ماديه او روحانيه او عاطفية ولم يجرم ابدا الحب بالعكس تمامًا بل جعلها اسمي المشاعر بشرط ان تكون تحت ضوابط … حيث ان كل حب يعلوه حب الله ورسوله فإذا كان كل ما يترتب على الحب يرضي الله ورسوله فهو حلال ولا حرمانية فيه على الإطلاق…..
فما هو الحب؟

الحب الحلال
الحب الحلال

الحب يعرف على أنه مجموعة من المشاعر المترابطة ينتج عنه العديد من التصرفات التي تسيطر عليها العاطفة, فتجعله يرتبط بشخص ما فيشغل تفكيره ويسعى دائما لإرضائه و إسعاده…..
الحب هو أمر فطري خلق عليه الإنسان وقد دعا الإسلام إليه بشتى صوره، وقد صَحّ عن رسول -عليه الصّلاة والسّلام- قوله في الحديث الذي يرويه عبد الله بن عباس: (لم يُرَ للمُتحابّين مثل النّكاح)، فالسبيل الوحيد للحب في الإسلام هو الزواج…
فلا بأس ابدا ان يميل قلب رجل الي فتاة أو العكس فميل المشاعر لا دخل للإنسان فيه ابدا, ولكن لا يجوز ابدا الخوض في علاقة بينهم في غير رابط الزواج سواء بأتصال أو نظرة أو لقاء فالتحريم ليس في الحب بحد ذاته وإنما فيما يصدر عن المتحابين من أفعال..
فقد قال الله تعالى (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ),
وقال النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ)….
وفي حين ان توج الحب بالزواج فالاسلام يوجب عليك حسن المعاشرة, اكرام اهل الزوجه والزوج, التعامل بالحسني حتي في اوقات الاختلاف فالمعاملة الطيبة بشكل عام واشعار الطرف الاخر بالحب من اهم وانبل اهداف الزواج في الاسلام فقد قال الله تعالي” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُواإِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” فعن ابن عباس قال : المودة حب الرجل امرأته، والرحمة رحمته إياها أن يصيبها بسوء.
وقد خلدت السيرة العديد من مشاهد الحب السامية بين الأزواج…
فقد سؤل رسول الله من احد الصحابة “يا رسولَ اللَّهِ أيُّ النَّاسِ أحبُّ إليكَ قالَ عائشةُ قيلَ مِنَ الرِّجالِ قالَ أبوها
فقد كان يغازلها بعائش او عويش ويتحسس موضع شفتيها علي الاناء لشرب به تعبيرا عن حبه لها, فقد جاء هذا علي لسان السيده عائشه رضي الله عنها حين قالت “كنتُ أشربُ منَ القدَحِ وأنا حائضٌ فأناولُهُ النَّبى فيضعُ فاهُ على موضعِ فى فيشربُ منْهُ وأتعرَّقُ منَ العرقِ وأنا حائضٌ فأناولَهُ النَّبى فيضعُ فاهُ على موضعِ فيّ
كما كان يقول “لا تؤذوني في عائشة” فهي من احب الناس الي قلبه وما يؤذيها يؤذيه
فقد كان رسول الله خير المثال للزوج الصالح فكان يمازح زوجاته ويرفع من قدرهن ويقدر غيرتهن فما بالك بزوج حاز على خلقًا عظيما كما وصفه الله جل في علاه
كما جسد سيدنا علي افضل قصص الحب ايضًا في محبته للسيدة فاطمة بنت رسول الله
فكتب في حبيبته وابنة عمه شعرا حين دخل عليها ذات مره فوجدها تضع السواك في فمها، فقال لها
حظيت يا عود الأراكِ بثغرها *** أما خفت يا عود الأراك أراكَ
لو كنت من أهـل القتال قتلتك ***ما فـاز منـي يا سِواكُ سِواكَ
وهناك الكثير ايضًا من مواقف الحب بين الأزواج في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان الحب فيهم نقي ومثالي يمتثلون فيه لامر خالقهم جل في علاه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا