مقالات

فقط حركت الوتد

بقلم: ممدوح الحوتي

أعزائي القراء الكرام طبتم وطاب مسعاكم وأسعد الله أوقاتكم وأهلا ومرحباً بكم في مقال جديد نتحدث فيه معكم حول قضية من أخطر القضايا التي ابتليت بها المجتمعات للأسف الشديد وهي قذيفة الكلمة أو التصرف المتهور.

ربما تندهش من قراءتك للعنوان، وربما يكون العنوان غير مألوف لدى البعض لكني سأحكي لكم في عجالة سريعة قصة هذا العنوان فهي قصة قصيرة لكن بها دروس كبيرة وعظيمة، ما استدعاني أن أكتب حولها وأحلل محتواها وأطبقه على عالمنا المعاصر فسأبدأ بالقصة ثم أتطرق لذكر العبرة والهدف من الإشارة لهذه القصة.

فقط حركت الوتد
فقط حركت الوتد

للمزيد من المقالات اضغط هنا

وهذه بداية القصة.

يُقال أن إبليس اللعين أراد الرحيل من مكان كان يسكن فيه مع أبنائه، فرأى خيمة فقال لا أُغادرن حتى أفعلن بهم  الأفاعيل

فذهب إلى الخيمة، فوجد بقرة مربوطة بوتد ووجد امرأة تحلب هذه البقرة فقام فحرك الوتد، فخافت البقرة و هاجت

فانقلب الحليب على الأرض و دهست البقرة ابن المرأة الذى كان يجلس بجوار أمه، وهي تحلبها فقتلته دهساً.

فغضبت المرأة فدفعت البقرة و ضربتها بشدة و طعنتها بالسكين طعنا مميتا، فسقطت البقرة و ماتت.. فجاء زوجها فرأى طفله و البقرة مقتولان ومُلقيان على الأرض، فطلق زوجته و ضربها.

فجاء قومها فضربوه ثم جاء قومه فاقتتلوا، و اشتبكوا تعجب أبناء إبليس فسألوا والدهم: ويحك ما الذي فعلت ؟؟؟

قال: لا شيء فقط حركت الوتد.

إلى هنا أعزائي القراء الكرام أسدل الستار على هذه القصة القصيرة و العجيبة ولكن تعالوا لنرى ونتأمل ماذا فيها؟!!

هذه أعزائي الأحباب قذيفة الكلمة أو الهمسة التي قد يلقيها أحدنا لا يلقي لها بالا.. فهؤلاء هم الأخسرون أعمالا.. الذين وصفهم القرآن الكريم بأنهم هم ” الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا”.

فقد  يظن أغلب الناس أنهم لا يفعلون شيئا، وأنهم أبرياء طيبون وهم لا يعلمون أن بضع كلمات فقط بالأذن تسمى “وشاية

 قد  تقلب الحال رأسا على عقب

و تسبب الخلاف، و تشعل المشاكل، و تقطع الأرحام  

وتشحن الأجواء، و تخطف الفرحة 

وتقضي على البهجة، و تكسر القلوب.

ثم يظن الفاعل أنه لم يفعل شيئا !

إلا أنه  فقط حرك الوتد!!

فبعض الناس أو المؤسسات أو الزعماء قد يشعل فتيل أزمة ساخنة.. ويجرح مشاعر الملايين بكلمة أو رسوم أو تعبير أو حتى تصرف متهور غير مدروس ولا محسوب.. ويكون بذلك للأسف الشديد هو يحرك الوتد.

نرى هذا الأمر انتشر انتشارا غريبا مريبا في عالمنا المعاصر. ورأينا مثلا ما يحدث هذه الأيام من لغط وجدل حول ما أثاره الرئيس الفرنسي من إساءات غير مقبولة بحق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. بل هي مرفوضة تماما.. فهو قد حرك الوتد.

ونرى ردود الفعل من المسلمين.. الذين قد ينجرفون أو يساقون إلى وهج فتنة نحن في غنىً عنها.. لذا لابد من التريث والتروي.. ورد الفكر بالفكر ودحض الفتنة وأصحابها.. ومن يتربصونها ويريدون الركوب على أنقاضها.

لابد من إعمال العقل والفكر والحكمة التي تعلمناها من ديننا السمح الحنيف، ومن نبينا صاحب الخلق العظيم.

كذلك على مستوى الأفراد والبيئات لابد أن ننتبه من تحريك الوتد، فلربما تؤذي نفسك وتؤذي من حولك حتى بمن فيهم من أقاربك وأحبابك وأنت ربما لا تدري وحين تسأل عن هذا الأمر تقول أنا فقط حركت الوتد.

فاحذر أخي وأخيتي من أن تقع في شراك هؤلاء المفسدون الضالون المضلون والذين وصفهم الله سبحانه وتعالى في قوله: ” وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون“.

أختم عزيزي القارئ مقالي معكم  بهذه النصيحة الغالية راقب كلماتك قبل أن تتكلم، و أحذر من تحريك الوتد.

دمتم في أمان الله ورعايته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا