مقالات

أدبني ربي

بقلم : سليمان عوض

الحبيب الهادي الشفيع، نبي الأمة والسراج المنير، حبيب الروح والفؤاد نور القلوب والأبصار، القائد المتواضع والحبيب الحنون والكريم الذي لا يعرف المن والبسام الذي لا يداخله الهم، الصبور بلا جزع التقي الورع صاحب الأدب الجم النبي الهادي صلى الله عليه وسلم.

يسعى الآباء والأمهات طيلة عمرهم سعياً حثيثا من أجل أن يضعوا الخلق القويم في نفوس أبنائهم، وكم نرى الفرحة تعلو الوجوه وتتهلل أسارير وجوه الآباء حين يُذْكَرُ أبناؤهم بصفات الأدب أمامهم حينها يشعرون أن النجاح قد حالفهم وأن رسالتهم في الحياة قد اكتملت وتعلو هامتهم حتي لتطاول السماء وهم بشر فماذا لو كان المؤدب والمعلم هو العزير القوي ذو الجلال والإكرام كيف لنا أن نتخيل أدبك الجم وصفاتك الحسنة يا حبيبي يا رسول الله وقد أدبك ربك فأحسن تأديبك
وإن نحن أردنا الحديث عن أدب الحبيب وخلقه القويم فلا يكفي المطولات والمسجلات لنسرد فيها فقط السعادة التي تمس نياط قلوب كل من تعامل مع الحبيب أو رآه أو تمنى رؤيته.

أدبني ربي
أدبني ربي

للمزيد من المقالات اضغط هنا

صلى الله على الحبيب الهين اللين كان الحبيب المصطفى لينا هينا مع أهله مع زوجاته مع أحفاده الحبيب البسام في وجه زوجاته المتقبل زلاتهن العطوف الشريف، الحبيب الذي لاشبيه ولا نظير له فإنك إن أردت العظمة فأنت أمام الجليل القدر الرفيع المكان والمكانة وإن بحثت عن الوقار فإنك أمام الرفيق الرقيق الوقور الصبور الشكور، وإن بحثت عن الشجاع فأنت أمام الجريء المقدام المغوار الرابط الجأش، وإن بحثت عن الكريم فهو المعطاء الفياض السخي النقي التقي، سخي اليد باسط الكف، وإن أردت الحديث عن صدق وأمانة فهما عنوانا الحبيب.

إنه الحبيب الذي كان يحلب الشاة، ويرقع الثوب، ولا يستحي أن يأكل مع خادمه، الحبيب الذي كان يحمل بضاعته من السوق في تواضع وحلم.

الحبيب ذوالنفس الطاهرة النقية المتسامح الذي كان عفوه نبراسا ومقياسا على مر العصور مع الخصوم، يؤذيه أهل مكة وهو يناديهم بقلبه لا بعملهم ويذهبهم طلقاء.

الحبيب الذي أعطي الأمان وعاهد أصحاب الديانات ولم ينتقص من حق معاهدا أو يكلفه فوق طاقته الحبيب الذي التزم بعهده ووعده، وكفل لكل من عاش تحت ظلال أمته الأمان والسكينة والاطمئنان والسعادة، حبيب الرحمن الذي غاب عنا جسدا ولكنه يسكن القلوب بهديه.

حبيب الرحمن لك منا السلام
حبيب الرحمن منك النور والبيان
حبيب الرحمن خيرالأنام
حبيب الرحمن لك وبك الوئام
هجاك الدنيُّ من بين اللئام
ومدحك الغني من فوق الأنام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا