تقارير وتحقيقات

اذهبوا فأنتم الطلقاء .. كيف ولماذا ؟

داليا زايد

 

إذهبوا فأنتم الطلقاء .. هي قصة لم يعرف لها مثيلا في العفو والتسامح والصفح .. أكثر من عشرين عاما قضاها مشركي مكة في محاربة هذه الدعوة ومعاداتها ؛ ما تركوا من حيلة إلا وجربوها .

معجزات كونية في عهد النبي عليه الصلاة والسلام

في السنة الثامنة من الهجرة، دخل صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة بنصر من الله وتأييد فاتحاً منتصراً، ووقف أمام الكعبة المشرفة ومعه جميع أهل مكة، ينتظرون جزاءهم علي كل ما إڨترفوه في حق الرسول صلى الله عليه وسلم ومن تبعه ، فكم من طريق سلكوه ليحولوا بين الناس وبين هذا الدين وكم تفننوا في تعذيب الأتباع والنيل منهم ومطاردتهم حتى خارج الجزيرة. حيث آذوه، ، وحاصروهم في شعب أبي طالب لمدة ثلاث سنين، حتي إشتد بهم الجوع فأكلوا أوراق الشجر، تآمروا عليه بالقتل لولا تأييد الله ونصره، عذبوا أتباعه وسلبوهم أموالهم، طاردوهم حتي أخرجوهم من ديارهم.
لكنه النبي الكريم الحليم قابل كل ذلك بالعفو والصفح والحلم، فقال صلى الله عليه وسلم: «يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟، قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال صلى الله عليه وسلم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، وجاء عند البيهقي أنه عليه الصلاة والسلام قال: «أقول لكم كما قال يوسف لأخوته لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم».

اذهبوا فأنتم الطلقاء .. كيف ولماذا ؟
اذهبوا فأنتم الطلقاء .. كيف ولماذا ؟

قال ابن إسحاق – رحمة الله :” فحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قام على باب الكعبة فقال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، أَلا كل مأْثرة أو دم أو مال يدّعى، فهو تحت قدميّ هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج، ثم قال: يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريم، وابن أخ كريم، قال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».

وفي رواية أخري

” قال أبو يوسف – رحمه الله : إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عفا عن أهل مكة: (من أغلق عليه بابه فهو آمِنٌ، وَمَنْ دخل المسجد فهو آمِنٌ، ومن دخل دار أبو سفيان فهو آمِنٌ) .

ونهي تماماً عن القتل ، إلا أن قاتل أحدهم أحداً فيقتل ،؛ وإجتمع بهم صلوات الله عليه في المسجد مخاطبا إياهم: (مَا تَرَوْنَ أَنِّي صَانِعٌ بِكُمْ؟) قَالُوا: خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ، قال: (اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ الطُّلَقَاءُ).

وثيقة التسامح التي أطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، وثيقة قصد منها أن نتبعه فيها ؛ نسلك مسلكه ؛ بأن نملك زمام أنفسنا ؛ كما ملك زمام نفسه صلوات الله عليه مع من طردوه وآذوه واتهموه باتهامات باطلة ما أنزل الله بها من سلطان ؛ قدم لنا وثيقة تسامح نتعامل بها مع الآخرين ( نغفر؛ ونكظم غيظنا ؛ ونعفو عند المقدرة لا أن نرد الإساءة بالإساءة )
قدوتنا أنت وحبيبنا أنت… يارسول الله
أرشدتنا أن تنبض أعمالنا وأقوالنا بأخلاقيات علمتها لنا ، تسامحنا هو صفة إنسانيتنا ؛ العفو والغفران هو لغة تعاملنا مع الأخرين أن تكون كل معاملاتنا بأن ندفع بالتي هي أحسن.

قال الله تعالي في كتابه العزيز «لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا»

التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله ; سنة متبعة لايمكننا التغافل عنها أو تجاهلها لحاجة في أنفسنا ؛ فالزموا سنته، فإنما يسلكها ويقتدي بها مَن كان يرجو الله واليوم الآخر، وأكثرَ مِن ذكر الله واستغفاره، وشكره في كل حال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا