مقالات

“التابوت ” من سلسلة مقالات شـازلونج اجتماعي

بقلم : أحمد صالح زغلول

مجتمعات لها الإبادة و آخرى لها الريادة وبين هذا وذاك تولد توابيت مجتمعية جعلت من أكفانها ريِم بشرية يأكُلها الدود أكل الأجساد تحت ترابها، فلكل أمة و شعب تابوتاً خاصاً بهم في مقبرة التاريخ.

بالأمس ألقوا في قلوبنا أرق معاني الخوف، لقنوا لنا درساً في فن البكاء ألقوا بنا في غياب الچُب وتركوا لنا المارة يتلاعبون بنا على رقعة من الشطرنج وليتهم تركوا لنا حرية الحراك أو فعلوا كما فعلوا مارة يوسف و أحسنوا ما وجدوا ولكن قلوبهم صوان حجر لا لين له ولا طيب !

"التابوت " من سلسلة مقالات شـازلونج اجتماعي
“التابوت ” من سلسلة مقالات شـازلونج اجتماعي

للمزيد من المقالات اضغط هنا

مقبرة مجتمعية يدفن بها من ألقى الحق في ساحة البطلان، ثم جاءوا بدماء نجسة وقالوا رحمة الله على من كان مقفرا لنا الفاتحة !

إن التابوت المقام هنا على عمق سبعون درجة من درجات النقاء فكلما كان نقياً كلما كان الكفن مجهزاً لك منذ الولادة فتظل حياً لحياة في محض الزيف لا عجباً لك ولا عجاب فالأمر هنا مجرد خُدعه !

علاقة عكسية في رقعة الشطرنج بين الحفاظ على الملك وبين قتل الجنود قد تُقتل كافة الجنود دفاعا عن الملك وماذا يفعل الملك حينها هل يستعيد جنوده أم أن طابع الأنا يظل سائدا !؟

وهل يستعيد التابوت ما فُقد أم أن الفقد يتسع كإتساع فم الحية عند الافتراس ؟!

تابوت المجتمعات أشبه بتلك المدينة الضائعة في مياه المحيط الأطلسي ورغم ما بها من كنوز لاحصر له ولا عد تبقي كالبكر الرشيد في زمن يتنفس بالعاهرات لذلك تبقى المدينة مفقودة ويبقي تابوت المجتمع رافعا شعار هل من مزيد !؟

ويبقي السؤال وماذا نجد بداخل تابوت هكذا ؟!

اذهب إلى مقبرة التاريخ ستجد لافتة تشير إلى أسفل هكذا موضوعنا الآن ” أسفل سافلين ” ومن ثم ستجد بـابا مكتوبا عليه هنا يرقد من كان نقيا تاركا لكم خسة عالمكم افتحه ! ومن بعدها تابوتا لا نهاية له ولا بداية وعند فتحه تجد الآتي:- صفة الأخلاق يأكلها الدود فقد مر زمنا طويلا على وفاتها ربما تحزن حينها لكن الحزن الحقيقي حين ترى حياء الفتيات لا يجد سُترة يستتر بها، تجد أيضًا صفة الرجولة مدججة بغبار الأيام يبدو أنها عاطلة عن العمل في زمننا هذا، ستجد النقاب و الخمار يبكون من شدة القسوة فقد قيل عليهما أنهما نوعا من أنواع الرهبة والخوف و القبح فلا مكان لكما بيننا، تالله انهن ملكات هذا الجيل وكل جيل !

تجد النقاء، الود، الرحمة، اللين، الرفق، الأمومة، الصدق، ….كل هذا واكثر تجده بطول التابوت وعرضه في كفن ابيض وبداخله كافة ديدان الأرض وأن تسألوا عن السبب، فـلتكن الإجابة رحمة الله فهم أولى من خرجوا من الضمائر البشرية لعصرنا هذا !

فهذا التابوت كنزاً لا يقدر بمال وإن فرضنا بتحديد سعر له فليس هناك من يجرؤ بشراء بضاعة طيبة في سوق الربا لمُشتري يريد الغناء ، فغنى الأنفس الضالة سمة هذا العصر لذلك بضاعة هكذا لا بيع لها ولا شراء، ويظل التابوت مفتوحاً؛ فهل من مزيد !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا