مقالات

عبد الناصر حبيب الفلاحين

بقلم: بيمن خليل

عندما نتحدث عن جمال عبد الناصر ثاني رؤساء مصر فإننا نتحدث عن أمة كاملة وضعت ثقتها في ضابط صغير فأمسك هذا الضابط الدفة وصار بمصر نحو الكيان الاشتواكي المستقل، محاربًا كل القوانين الدولية التي ضده وضد مصالح شعبه ووطنه وبلده الحبيب، فعندما أمّم جمال عبد الناصر قناة السويس ليجعلها مصرية والحصاد يعود لمصر، فهو لم يخترق القوانين عبثًا في الديكتاتورية والتسلط بل لأن أي مصري أصيل سيفعل مثلما فعل جمال عبد الناصر…فالذي من حق مصر كان يجب أن تنعم فيه ويعود لمصر.

عبد الناصر حبيب الفلاحين
عبد الناصر حبيب الفلاحين

للمزيد من المقالات اضغط هنا

والذي عانى من الطبقية والعبودية لدى الملوك وأولاد الأمراء الذين استولوا على ثروات البلد وأراضي الفلاحين البسطاء وجعلوا من الفلاحين مجرد عمال بالأجرة في أرضهم، وخدمًا لهم، كان يجب أن يخلص شعبه من الطبقية والعبودية، فهذا الضابط الصغير لم يلقب بالزعيم من فراغٍ بل لأنه كان نابغة، شديد الذكاء منذ طفولته والأهم من ذلك كله أنه عاشق لتراب أمه مصر.

ولادته :

كانت ولادة عثرة وصعبة ولكن الله أراد أن تكتمل فمثلما خرج جمال من بطن أمه بصعوبة تكاد تصل لموته وموت والدته إلا أنه انتصر وأتى إلى الحياة ليخرج شعبه من الظلم الحال والواقع عليهم، ليخرج شعبه وينتصر لهم من أشباه الأرستقراطيين الذين يظنون أنهم هم من اصطفاهم الله كبارًا وأن الأقل منهم هم مجرد أداة لخدمتهم وراحتهم، كان لابد لعبد الناصر هذا الفلاح الأصيل أن يأخذ شعبه الأصيل ويضعهم في طريقهم الذين يستحقونه وعانوا فيه المرارة وذاقوا الذل لسنوات طويلة.

كان همّ جمال عبد الناصر من إحلال الدولة الملكية هو أن يقضي على الفساد وليس سهلًا بل مستحيلًا أن مجموعة من الضباط الصغار في الرتبة أن ينتصروا على دولة كاملة لصالح الشعب والوطن، فالأمر إذا نظر فيه أحد نظرة واقعية فهو أمر أشبه بالخيال حتى في الخيال صعب أن يحدث…ولكن الله أراد أن يعمل مع الضعيف وينصره مثلما نصر موسى في الخروج بشعب بني إسرائيل من أرض مصر، و يوسف الذي احتمل قسوة أخوته وغيرتهم وحقدهم وغدرهم واحتمل السجن والقيود عاد ليحكم مصر ويكون الرجل الثاني من بعد فرعون، هكذا الله يقف بجانب كل ضعيف فينصره.

فكان شاغل جمال عبد الناصر هو إعطاء الحقوق لأصحابها وأصحاب مصر الحقيقيون وهم الفلاحون البسطاء الذين تجرعوا مرارة الذل والقسوة والعنصرية الطبقية، جاء عبد الناصر ليقضي على الإقطاعيين الذين نهبوا أراضي الفلاحين وكان أقل من فيهم يملك أربعة آلاف فدان أما الفلاح الغلبان البسيط تركوا له امتلاك الحسرة والندم والاستعباد، فثورة 23 يوليو كانت الأمل كله وكانت الحياة الجديدة التي نهضت بمستقبل الحق على حساب البغض والطغيان، فقد أعطى لكل فلاح من فدانين إلى خمسة أفدنة ليتحول من أجير مستعبد إلى مالك يعطي ويطور في زيادة الإنتاج الزراعي لمصر، وترك لكل إقطاعي 200 فدان لكي تكون الحسبة عادلة في بلد اشتراكية دون نزاعات طبقية عنصرية، مما جعل الفلاحين يعشقون جمال عبد الناصر، وكما قال الشاعر الأبنودي في إحدى حواراته التليفزيونية أنه إذا أردت أن تعرف قيمة جمال عبد الناصر فلا تتحدث عنه أمام أي فلاح بسوء لأنه لن يقبل إهانة زعيمه وحبيبه.

وهذا ما تريده أي أمة أن يعيش الفقير سعيدًا ولا يشعر بأنه أقلية أو ليس له حقوق في بلده، يعيش مرفوع الرأس يزرع ويأكل من ملكه وعرق جبينه.

ونحتفل كل عام في (التاسع من شهر سبتمبر بعيد الفلاح…عيد جمال عبد الناصر).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا