رؤية وابداع

اعترافات امرأة حزينة

بقلم : نانسى طه

عاكسة أنا لمواعيد نومي
أسهر ليلاً والجميع نيام
وأنام نهاراً والجميع مستيقظ
والسبب…
أني لا أريد سماع الأحاديث
ولا أريد مشاهدة الأحداث
ولا أريد رؤية الوجوه العابرة
ولا أريد أن يراني أحد
يرى ملامحي البائسة
وجهي الشاحب شديد التعاسة
شفتيِّ الباهتتين
عينيَّ المكتظتين بالحزن
لا أريد أن يرى أحداً ضعفي
لا أريد أن يسمع أحداً شجن قلبي
فأنا أعزف كل ليلة مقطوعة الأسى ولكن في صمت الحواس
فأنا أحزن بكبرياء
أخفي حزني بابتسامة بلهاء يصدقها الحمقى
أحبس كلماتي بين طرفة سخيفة
أستغرق في النوم لأنسى
لأرتاح
لكي لا أبالي
لا أشعر
لا أتألم
فحزني أعيشه بطقوسٍ لا مرئية
أعيشه وحدي
في داخلي
في سجن الهواجس
في زنزانة تفوق طيف السحاب
أحدث الحزن دوماً ويحدثني
إنه عاشق لي
وكأنه جنٌ سكن جسدي الهزيل
وأخذ يشعوذ فيه
حين أحزن
تختفي ألوان الأشياء من حولي
فلا أراها سوى بلونٍ واحدٍ وهو الأسود
تتغير الحياة أمامي
فلا أنظر لها سوى بنظرة سلبية بائسة خالية من التفاؤل
حين أحزن
تزول قيمة الأشياء من حولي
فلا أهتم ولا أبالي
حين أحزن
أعود على بساطي السحري لذكريات الماضي التليد
فأبتسم قليلاً وتدمع عيناي قليلاً
أتفاءل ثم أيأس
أسافر للخيال ثم أعود للواقع
أصبح متناقضة التفكير وحتى التصرفات
فالحزن يبعثر كياني
يصفعني ألف صفعة
يطعنني بسيف المعارك
يشتت عقلي
إنه حقاً يؤذيني
أعترف أنني أحياناً أستسلم له
ولكن أؤلمه بسعادتي بعد ذلك
أؤمن أن بداخل كل إنسان أمل وتفاؤل
ولكن البعض لا يعرف كيف ومتى يستغلهما
أيها الحزن إرحل عني
وأتركني أتنفس الهواء
أقطف أزهار الربيع
أمسك بالفراشات
أحلق كعصفورةٍ في السماء
اتركني أيها الحزن ارحل بعيد
وقل لي أنك لن تعود
وأقسم أني لن أشتاق لك
فأرجوك ردد بصوت عالي إعتراف الطلاق
طلقني أيها الحزن
واهجرني
فلم أعد أطيق عيشك معي
لمسك لجسدي
حديثك معي
دعني وحدي أعيش
لن أموت بعدك وإنما سأحيا
وداعاً أيها الحزن فأنا الآن
امرأة حرة.

اعترافات امرأة حزينة
اعترافات امرأة حزينة

للمزيد من المقالات اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا