الثقة بالنفس … عنوان يبحث عنه الناجحون .
داليا زايد
الثقة هي الإيمان بالنفس ، والقناعة بأن المرء لديه القدرة على مواجهة تحديات الحياة والنجاح فيها ؛ والإستعداد للتصرف وفقًا لذلك. أن تكون واثقًا من نفسك يتطلب منك إحساسًا واقعيًا بقدراتك والشعور بالأمان لتلك المعرفة.
أسئلة تثور وتغلي في أذهاننا ؛ تشغل مساحة كبيرة من تفكيرنا دعونا نطرحها ونبحث معا عن إجابات كحل لها.
١- ما هي أسباب ضعف ثقة الشخص بنفسه :
ينتابنا القلق عندما نصاب بالشك الذاتي لقدراتنا ، فلا يمكننا وضع أنفسنا في موقف محدد يتطلب
ثقة زائدة وقدرات متفردة ؛ علي الدوام نخشي حدوث شئ سيء. ويصبح النشاط السهل أكثر تعقيدا مع وجود هذا التذبذب ؛ ولكن إذا حسنت ثقتك بنفسك بشكل يومي سيمكنك ذلك من التعامل مع نتيجة كل ما ستواجهه أيا كان .
إبدأ بالاعتراف بكل شعور ينتابك ، بما في ذلك المشاعر السلبية والمعقدة ، بدلاً من تجنبها تحدث مع نفسك وحد من النقد الذاتي لنفسك ؛ إستخدم الإستراتيجيات التربوية والنفسية التي يمكن أن تساعدك في بناء أفضل صورة لذاتك.
٢- كيف نربي أطفالاً واثقين من أنفسهم؟
على الرغم من أن الآباء قد يميلون بشكل عاطفي لمساعدة أطفالهم على حل كل تحد وعقبة تواجههم ، إلا أن السماح للأطفال بحل مشكلاتهم بأنفسهم يمكن أن يصقل مهاراتهم العلمية والعملية ، ويعلمهم كيفية بناء الدافع لديهم ، ويساعد في غرس شعور قوي لديهم بالتفرد والتميز والقدرة علي إتخاذ القرارات وتنفيذها .
٣- كيف يمكنني تنمية قوتي الذاتية للتحدث أمام الأخرين؟
إظهار الثقة لنفسك وللأخرين يساعدك بشكل جدي على اكتساب المصداقية ، وتكوين انطباع أولي قوي عنك يميزك ؛ كما تساعد في تكوين صورة إيجابية عن نفسك تحبها وتحترم قراراتها ، والتعامل مع هذه الضغوط ، ومعالجة التحديات الشخصية والمهنية تكسبك هذه المناعة النفسية . كما أنها أيضًا سمة جذابة ، تريحك كما تريح الأخرين.
٤- كيف يمكنني بناء الثقة الكافية لمقابلة عمل أو إنجاز مشروع ما ؟
خارج السياق الاجتماعي ، يمكن للمرء أن يكتسب شعورًا بالثقة من إنجازاته الشخصية والمهنية. ويؤدي الاستمرار في تحديد الأهداف وتحقيقها إلى تقوية صورته الإيجابية بأن هذا الشخص كفء وقادر علي إنجاز المهام بإحترافية.
٥- كيف يمكنني بناء الثقة في مجال معين؟
دعنا نتفق أن الثقة ليست عامة وشاملة: يمكن أن يكون لديك ثقة عالية في بعض المجالات وثقة منخفضة في مناطق أخرى. في أي مجال جديد تختاره ، صقل مهاراتك وطور كفاءتك الذاتية من خلال مشاهدة الآخرين ، وتدرب كثيرا ، وخذ الخبرة اللازمة من المختصين.
٦- ما هي العقبات التي قد تسببها ضعف الثقة بالنفس ؟
تمنع نقص الثقة الأشخاص من إغتنام الفرص علي المستوي العلمي والعملي سواء كان ذلك في المدرسة أو في العمل أو في حياتهم الإجتماعية وبذلك ينخفض معها قيم تقدير الذات ورسم صورة ذاتية سلبية عن النفس التي قد تساهم بشكل كبير في إنتشار العديد من الأزمات النفسية مثل العزلة والإكتئاب.
وعلي الجانب الأخر هناك نوع أخر من الثقة والتي يمكننا أن نصفها بالثقة المرضية البغيضة ويقصد بها هنا “الثقة المفرطة ” والتي تصنف سلوكيا وإجتماعيا على أنها غرور أو غطرسة أو نرجسية ؛ يبالغ فيها الشخص في تقدير قدراته وقد تؤدي إلي مشاكل أخري أبشع منها الفشل في إنجاز المهام في الوقت المحدد وبالشكل المطلوب .
٧- ما الفرق بين الثقة بالنفس والنرجسية؟
النرجسية صفة يعيشها الفرد بسبب إنعدام الأمن النفسي وإنعدام إستخدام آليات الدفاع لديه ضد المشاعر السلبية والإحباطات التي تواجهه، فيخرج سلوكه بشكل مبالغ فيه يحاول فيه أن يثبت تفوقه علي الأخرين بصورة مزيفة تنافي تماماً حقيقة ما يشعر به.
بينما الثقة بالنفس يعيشها الفرد طبقا لوعيه الذاتي وقدرته على تحمل مشاعرعدم الأمان والتفكير فيها ومواجهتها وإيجاد حلول لها فتغرس في نفسه إحساسًا شخصيًا مشعا بالقدرة والكفاءة؛ إحساسا رائعا يثبت فيها قدراته لنفسه لا لإظهار هالة مشعة لنفسه يمدحها الأخرون .
٨- كيف نحقق التوازن الفعال ؟
تحقيق التوازن في أي شئ هو سمة النجاح في الكون ؛ وبالتالي تحقيق التوازن الصحي بين ضعف الثقة والثقة المفرطة يدخل ضمن هذه المعادلة ؛ فلا يمكننا حقا تحقيق أي نتائج مثمرة لهذا التوازن إلا من خلال تقييم واقعي وحقيقي لقدراتنا دون خداع لأنفسنا أو تزييف للأخرين .
لذا…. دعونا نحاول جاهدين بغض النظر عن النتيجة ؛ ندعم إنسانيتنا بتصقيل مهاراتنا وقدراتنا ؛ نمكن عقول فضلنا بها الله عز وجل عن سائر المخلوقات ، نرقي ونرتقي لا عبثاً نقول …..ولكن جدياً نفعل…… ما أمرنا به رب الكون.
