رؤية وابداع

البنّاء

رؤية وطن 

قصة حقيقية
البنّاء

بقلمي:شيماء الشربيني

لماذا ينظر إليّ بهذه الطريقة ؟ إنه يثير غضبي! لم أفعل له شيئا كي يظل مخرجا لي لسانه ويصر علي مضايقتي .
كانت تلك كلمات طفلي الصغير الذي يبلغ من العمر ما يقل عن أربعة أعوام… سألته في فضول :عن من تتحدث وأين هو ؟
أشار في تأكد بالغ ها هو يصعد إلي السقف ثم يهبط إلى أرض الغرفة ألا ترينه ؟
حبيبي أنا لا أرى بالغرفة سوي أنا وأنت .. أين عساه أن يكون ؟
أجابني في غضب شديد هو الآن جالس إلي جوار مكيف الهواء أعلي النافذة .
انقبض قلبي بشدة من كلمات ابني وروايته
ظننت في بادئ الأمر أن ما يقوله صغيري محض خيال .. ليس ثمة أحد معنا بالمنزل ، ولكن تكراره لما يقول وغضبه من ذلك المجهول لم يتوقف فهدأت من غضبه وطلبت منه أن يصف لي ذلك الصبي الذي يراه أمامه
فأجابني أنه ليس طويلا ولا بالقصير ، رث الثياب أشعث الشعر يكسو وجهه وثيابه الكثير من الدماء
وهنا عرفت عن من يتحدث الصغير !
الخميس ١٨/٩/ ٢٠١٣ كان يوما عاديا للغاية حتي سمعنا صوت ارتطام شديد وتلاه صوت جمهرة وصراخ في شارعنا الضيق ، لابد وان أمرا ما جلل قد حدث .. هرولنا أنا وزوجي إلي الشرفة لننظر ماذا حدث ، فإذا بصبي يعمل بناءً في العمارة المجاورة قد سقط من الدور الأخير فلقي مصرعه علي الفور . كانت اللحظة صادمة وقاسية للغاية ، هذه أول مرة أري فيها مثل ذلك الحادث الرهيب ، صورة الصبي كانت ولا زالت أسوأ ما رأيت يوما .. تمالكت أعصابي وهدأني زوجي ودخلنا نتفقد طفلنا النائم قبل أن يستيقظ علي صراخ نساء الشارع ويفزع مما حدث .
حمدا لله لم يستيقظ صغيري ولم يسمع بما حدث
في الليلة التالية ، التالية مباشرة ، كان طفلي منزعجا وغاضبا من صبي لا أراه يضايقه بشده ويصعد إلي سقف الغرفة وينزل إلي أرضها ويجلس مجاورا لمكيف الهواء مغطي بالدماء .
(حدث بالفعل)

#شيموفرينيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا