مقالات

ضروب القلوب

كتب :سليمان عوض

سبحانك ربي مضغة بحجم كف اليد ولكنها تحمل أحمالا كالجبال وتخفي أسرارا لا تستطيع خزائن الدنيا أن تحويها . بداخله تجتمع الأضداد الأمل واليأس السعادة والشقاء، الحنان والإهمال، الهموم والآلام، والبسمة والأحزان ،دقاته العمر ، بنبضاته تشرق شمس الحياة وبتوقفها تغيب الروح عن الحياة .

آه منك أيها القلب عجز في وصفك الفلاسفة وحار في رسمك الهواة والمحترفون فكم لك من صور وأشكال

تحويك ضلوع الأم فتصير رمزا للحنان ومستودعا للأمان وبسمة علي مر الزمان تعطي ولا ينفذ عطاؤك ولا يغيض سخاؤك ولا يظمأ واردك

وحوتك ضلوع الأطفال فصرت رمزا للرقة والبراءة والطهر صرت لا تعرف الكذب ولا تشتاق للنفاق ولا تعرف غلظة ولا قسوة ولا حقدا ولا حسدا لاتبغض أحدا ولا يذمك إنسان دنياك ضيقة ولكنها علي ضيقها تتسع فتحوي سعادة لا توجد في كون الكبار

وحوتك ضلوع الأب فبكيت وأخفيت بكاؤك وشقيت وأنت سعيد ضعفت أنينا واعتصرت ألما وأنت علي يقين بأن ألمك فيه سعادة غيرك فسبحت سعادة ، وملأت الدنيا فرحا وأنت تروي بآهاتك نبتا زرعته وراعيته وتنتظر ثمره وأنت لاتدري ألك نصيب في قطفه أم لا؟ ولكنك ترعاه وتقول سنة الحياة .

وحوتك ضلوع العابدين فصرت معلقا تهوي المحبوب وترقب رضاه تخشاه وتشتاق إليه ولا تشرق شمس إلا وتحمده ولا تغرب إلا بلقياه.

وحوتك ضلوع العاشقين فشدوت عشقا ونثرت الورود للحياة ، تستقبل البسمات وتبعد الآهات ،تشتاق للقاء وتلتظي حزنا من مر الفراق.

وحوتك ضلوع العصاة والبغاة فصار شغافك عكرا سميكا لا يعي الرقة ولا يهوي النور، ظلامه صبغ لونه فصار للغروب لونا قاتما عكر الوجدان ، لا تخشي خلقا ولا خالقهم فأغضبت خالق الحياة فغضبت عليك الحياة .

آه منك أيها القلب فانت الحياة بجل معانيها وأضادها فاللهم ارزقنا صلاح القلوب واستقامة النفوس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا