مقالات

هل الصين تضطهد الإيغور؟

بقلم : أميرة ناصر

انتقل الإسلام إلى غرب الصين في أواخر القرن السابع الميلادي عن طريق البعثات الدينية والفتوحات العسكرية لتأسيس قاعدة جديدة للإسلام من منطقة كانت تعرف بتركستان الشرقية وظلت جزء من العالم الإسلامي حتى غزو الصين لها عام 1959.

قام مسلمو تركستان الشرقية بعدة ثورات مسلحة لنيل استقلالهم أخفق بعضها ونجح البعض الآخر في إقامة دولة مستقلة ولكن مع قيام جمهورية الصين الشعبية عام 1949م أصبحت تركستان الشرقية جزءاً من الصين وأطلق عليها رسميا اسم شينج يانج.

يبلغ عدد سكان الصين مليار و 300 مليون نسمة ينتمي 92% منهم إلى عرق الهان أما المسلمون يبلغ عددهم وفق الإحصائيات الرسمية للصين 23 مليون إنسان ينتمون إلى شريحتين كبيرتين الهوا الذين يتحدثون الصينية وهم لا يشكلون أية مشكلة لدى الصين فهم موالون سياسيا ولا يطالبون بالاستقلال.

ثانيا: الإيغور الذين يمثلون مشكلة الصين الذين يتحدثون اللغة التركية ويطالبون بالاستقلال.

سياسات الصين تجاه المسلمين:

بعد قيام جمهورية الصين الشيوعية عام 1949م كان ترويج الإلحاد سياسة عامة للدولة تجاه الأديان وعليه اتبعت الصين عدة سياسات في التعامل مع المسلمين فكانت المهادنة والإرضاء بين عامي 1949، 1951 ثم تغيرت الهوية الإسلامية إلى الشيوعية عبر موجة العنف الأولى بين عامي 1958، 1966 ثم فشلت تلك السياسات فبدات الدولة بتعطيل الشعائر الدينية ومنعت الحج وإغلاق المعاهد الإسلامية.

هل الصين تضطهد الإيغور؟
هل الصين تضطهد الإيغور؟

للمزيد من المقالات اضغط هنا

أما المرحلة الأخطر جاءت ما بين عامي 1966، 1976 حيث ضرب رجال الدين وحرقت المصاحف ودمرت المساجد ويقال أن في بكين كلها مسجد واحد يصلي به الدبلوماسيون في شينج يانج وفي باقي الصين جرى إغلاق المساجد حيث وصلت من 20 ألف إلى أقل من 500 مسجد ومع نهاية السبعينيات ومع الثورات الإيرانية أعلنت الصين احترامها الكامل لمكانة الأديان وفتحت 1900 مسجد في شينج يانج وحدها وأعادت بعثات الحج وتعامل الصين مع مسلمي الهوا على أنهم مسلمون حقيقيون.

أما الإيغور وبقية الأقليات التي لا تعرف أن تتحدث باللغة الصينية جيدا فتفرض الصين عليهم رقابة صارمة وتمنعهم من أبسط حقوقهم وأخذت سياسة القمع تتصاعد وحظر على الإيغور لبس النقاب وإطلاق اللحى ويجبرون على تسليم المصاحف وسجادة الصلاة ومنع الصيام.

وفي سنة 2015 أجبرت أئمة المساجد على الرقص في الشوارع وأصبح جواز السفر من الأحلام الإيغور.

وبذلك نكون قد وضحنا أن سياسة الصين ضد الإيغور هي سياسة قمع واضحة وضوح الشمس لا تقبل الشك.

المراجعة اللغوية لـ: أمل محمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا