مقالات

“الكلام النافع من أقوال الخليفة الرابع”

بقلم: ممدوح الحوتي

أعزائي القراء الكرام..طبتم وطاب مسعاكم وأهلا بكم في موضوع جديد نتحدث فيه عن شخصية تاريخية عظيمة وهو الخليفة الرابع من خلفاء المسلمين ألا وهو الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه..

وسنتناول في هذا المقال أهم الأقوال المأثورة عنه رضي الله عنه وأرضاه..مع شيء من الإيجاز البسيط، لسيرته العطرة.

وعرف عن سيدنا عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه اشتهر بالفصاحة والحِكمة والبلاغة، فنُسب له الكثير من الشِّعْر والكلام النافع .. فترك لنا رصيدا ضخما ..من الأقوال أبلغها، ومن النّصائح أقومها، ومن المواعظ أفصحها، وكان في عصر عليّ الكثير من الرّجال أصحاب العلم.

وقبل أن نذكر بعضا من هذه الأقوال المأثورة..نذكر نسبه رضي الله عنه وجزءا من سيرته بشيء من الإيجاز الشديد.

"الكلام النافع من أقوال الخليفة الرابع"
“الكلام النافع من أقوال الخليفة الرابع”

للمزيد من المقالات اضغط هنا

من هو عليّ بن أبي طالب ؟

زخرت سيرة الإمام عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالكثير من المواقف، وبيان ذلك فيما يأتي:

نسب عليّ وكنيته ولقبه: هو عليّ بن أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطَّلب بن هاشم بن عبد مناف، وأمُّه فاطمة بنت أسد بن هاشم.

وُلد بمكّة بعد ثلاثين عاماً من حادثة الفيل في أشهر الآراء، وهو أصغر أبناء أبي طالب.

وزوّجه الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- بابنته فاطمة الزّهراء في المدينة بعد عامين من الهجّرة، فكان صهر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فضلاً عن كونه ابن عمّه، وله من فاطمة عدداً من الأبناء، منهم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة، وكنيته: أبو الحسن، واشتُهر بعدّة ألقاب، منها: أبو تراب، وحيدرة وغيرها.

إسلام عليّ ومكانته:

نال علي رضي الله عنه…شرف السّبق في الإسلام، فكان من السَّابقين الأوّلين، وهو أوّل من أسلم من الصبيان في مكّة قبل الهجّرة، وقد ساند النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في أمر الدّعوة الإسلاميّة في مواقف كثيرة، وقد شهد مع رسول الله الغزوات والمشاهد كلّها، وكان معروفاً بشجاعته وبراعته في القتال، ومشهوراً بفروسيته، ولم يُشارك في غزوة تبوك، إذ خلّفه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يومها على المدينة المنوّرة.

ونال شرف اختياره واحداً من كُتّاب الوحي، وهو أمير المؤمنين، ورابع الخلفاء الرَّاشدين، إذ بويع بالخلافة عام خمس وثلاثين للهجّرة، وامتدّت خلافته خمس سنوات وأشهر قليلة، ومات في شهر رمضان في سنة أربعين للهجّرة، وقد قُتل غدراً على يد عبد الرحمن بن مُلجم.

زوجات عليّ وأبناؤه: تزوّج عليّ -رضي الله عنه- في حياته أكثر من مرّة، وهذا لا يعني أنّه جمع بين أكثر من أربع زوجات في وقتٍ واحدٍ، ومن زوجاته غير فاطمة بنت النبيّ: أمّ البنين بنت حزام، وأنجبت له العبّاس وجعفر وعبد الله وعثمان، وتزوّج أيضاً من أسماء بنت عُميس، وتزوّج أمامة بنت العاص بن الربيع، وهي ابنة زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتزوّج من قبيلة تغلب أمّ حبيبة بنت ربيعة، وأنجب منها عمر ورقية، وبلغ عمُر ولده عمر من أمّ حبيبة خمساً وثمانين عاماً، وكان ذلك سبباً في أنّه تورّث نصف ميراث عليّ، وتزوّج غيرهنّ من الزّوجات وله منهنّ أربعة عشر ولداً وسبع عشرة بنتاً.

أمّا امتداد نسله فكان له خمسة أبناء، هم: الحسن والحسين من فاطمة، ومحمّد بن الحنفيّة من خولة بنت جعفر، والعبّاس من أمّ البنين، وعمر بن التغلبيّة.

نكتفي بهذا القدر من سيرة الإمام علي…ونبحر معا في أهم أقواله رضي الله عنه وأرضاه.

وممّا رُويَ عنه من الأقوال والحِكم والمواعظ مايلي :

قال في بيان حقيقة الخير: “ليس الخير أنْ يكثر مالك وولدك، ولكنّ الخير أنْ يكثر علمك، ويعظم حلمك، وأنْ تباهي الناس بعبادة ربك“.

وجاء في مواعظه المأثورة التي زخِرتْ بنصائح جليلة: “خمس خذوهن عنّي: لا يرجو عبد إلّا ربّه، ولا يخاف إلّا ذنبه، ولا يستحيي جاهل أن يسأل عمّا لا يعلم، ولا يستحي عالم إذا سُئل عمّا لا يعلم أن يقول: الله أعلم، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له“.

وقال عندما طُلبَ منه وصف الدنيا: “ما أصف لكم من دار، من افتقر فيها حمد، ومن استغنى فيها فُتن، ومن صحّ فيها أمن، حلالها الحساب، وحرامها العقاب“.

قال في التّحذير من المعاصي وأثرها السيئ على العبد في الدنيا قبل الآخرة: “جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والنّقص في اللذّة“، فقيل له: وما النّقص في اللذّة؟، قال: لا ينال شهوة حلال إلّا جاء ما ينغصه إيّاها.

و قال في باب الزّهد في الحياة الدّنيا: “الدنيا دار ممرً إلى دار قرار، والنّاس فيها رجلان: رجلٌ باع نفسه فأوبقها، ورجلٌ ابتاعها فأعتقها“.

عرّف التّقوى تعريفاً جامعاً، فقال: “التّقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنّزيل، والرّضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرّحيل“.

كذلك حين أوصى بطيب الكلام وأثره بين النّاس؛ فقال: “من لانت كلمته، وجبت محبّته“.

وقال في طمأنة أهل الحقّ على موقفهم: “دولة الباطل ساعة، ودولة الحقّ حتى قيام السّاعة“.

حذّر من غياب أخلاق أهل العلم، فقال: “عقل بلا أدب كشجاعٍ بلا سلاحٍ“.

أوصى الأخلّاء بالتّوازن في علاقتهم؛ فقال: “أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما“.

قال في عجبه من قلّة الاعتبار والاتّعاظ رغم كثرة المشاهد والمواقف التي تدعو إليه: “ما أكثر العبر وأقل الاعتبار“.

وحتى لا أطيل على حضراتكم..سأشير سريعا إلى أجمل أقوال علي بن أبي طالب

أكرم ضيفك وإن كان حقيراً، وقُم على مجلسك لأبيك ومعلمك وإن كنت أميراً.

رحم الله امرءاً أحيا حقّاً وأمات باطلاً ودحض الجور وأقام العدل.

إذا أحبّ الله عبداً ألهمه حسن العبادة.

فقد البصر أهون من فقدالبصيرة.

صحبة الأخيار تكسب الخير، كالرّيح إذا مرت بالطّيب حملت طيباً.

إيّاك ومصادقة الأحمق فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك.

أسفه السّفهاء المُتبجّح بفحش الكلام.

إذا علم الرّجل زاد أدبه وتضاعفت خشيته. آفة النّفس الوَلَه بالدّنيا.

أفضل النّاس أنفعهم للنّاس. أشدّ القلوب غِلّاً القلب الحقود. أفضل الجود إيصال الحقوق إلى أهلها.

أحسن الكلام ما لا تمجّه الأذان ولا يُتعب فهمه الأفهام.

احذر كلّ قول وفعل يؤدّي إلى فساد الآخرة والدّين.

ثلاث يوجبن المحبّة: الدّين، والتّواضع، والسّخاء.

سوء الجوار والإساءة إلى الأبرار من أعظم اللّؤم.

ينبّئ عن عقل كل امرءٍ لسانه، ويدلّ على فضله بيانه.

لن يحصل الأجر حتى يتجرّع الصّبر.

بالعافية توجد لذّة الحياة. ذهاب النّظر خير من النّظر إلى ما يُوجب الفتنة.

أكرم الشّيم إكرام المُصاحب وإسعاف الطّالب.

رأس الجهل مُعاداة النّاس. كلّ شيء فيه حيلة إلّا القضاء.

الدّنيا سجن المؤمن، والموت تحفته، والجنّة مأواه.

الإيمان معرفة بالقلب، وإقرارٌ باللّسان، وعمل بالأركان.

إنّ بذور العقول من الحاجة إلى الأدب كما يظمأ الزّرع إلى المطر.

إنّ الحازم من لا يغترّ بالخدع.

إنّ النّفس لجوهرة ثمينة، من صانها رفعها ومن ابتذلها وضعها.

اللّئيم إذا قدر أفحش، وإذا وعد أخلف.

احذر اللّئيم إذا أكرمته، والرّذيل إذا قدّمته، والسّفيه إذا رفعته.

دمتم في أمان الله

المراجعة اللغوية لـ: أمل محمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا