التاريخ والآثار

تروس الحضارة المصرية القديمة .. العمال..

 

بقلم الباحثة/مي نعمان 

شغلت الايدي العامله دوراً هاماً فى بناء الحضارة المصرية منذ البدايات الأولى لقيام الدولة خلال الألف الرابع ق.م حيث قامت أفراد النظام الإداري في مصر القديمة بإنشاء إدارة خاصة تعنى بشؤون العمال وأعمالهم وهي “إدارة الأشغال” التي كانت تقوم على تجميع العمال وتوزيعهم على المشروعات الكبرى سواء فى الزراعة أو الصناعه أو الرى أو التعدين ، كما كانت تعتني بحقوق العمال وأحوال المعيشة أيضا.

ولقد بنيت المراكز الصناعية الكبرى فى مصر القديمة الدور الذى كانت تقوم به الصناعة فى دعم الإقتصاد المصرى القديم وفى حركة التجارة الداخلية والخارجية أيضاً ،حيث كانت تلك المراكز تحتوى على آلاف من الأيدي العامله تحت رعاية الدولة مثل محاجر الجرانيت فى أسوان ، و ترسانة صناعة السفن في قفط ، ومصانع السلاح والمركبات الحربية فى “رمسيس” ، وكذلك مصانع النسيج فى سايس .

يتميز سوق العمل في مصر القديمة بأن كل مهنة لها نقابة عمالية خاصة بها مع العصر اليوناني الروماني مثل نقابة الكهنة فى ” كانوب” ونقابة صانعى النسيج فى “سايس” وعمال المحاجر فى “طره” ، حيث كانت تلك النقابات تشترط أن يخضع العامل لاختبار فى حرفته قبيل الالتحاق بالنقابة وكانت النقابة تستقطع جزء من أجر العامل وتوفره له بعد تقاعده أو إصابته في العمل كما كانت تدافع عن حقوق العمال عند تعرضهم لأى ظلم أو ضرر.

وقد سجل التاريخ للعمال المصريين قيامهم بأقدم إضراب عن العمل معروف في التاريخ ، وذلك عندما قام عمال بناء المقابر الملكية بالإضراب عن العمل فى العام التاسع والعشرين من حكم الملك رمسيس الثالث دفاعاً عن حقوقهم المادية والأدبية.

أطلق على العمال لفظ “ريخيت” والذى كان يطلق على جميع سكان مصر من فنانين ، وصناع ،ونساجين ويدل هذا اللفظ على عامة الشعب .

واكثر العمال الذين وصل إلينا معلومات عنهم هم العمال الذين يعملون فى الجبانة على الضفة الغربية في طيبة وذلك لأن هذه الناحية أصبحت خلال الدولة الحديثة مثل خلية نحل تعج ب الصناع والعمال الذين كرسوا حياتهم للقيام بحفر المقابر الملكية وصناعة الأثاث الجنائزى وتحنيط الموتى.

وكانت أشق صور العمل التى اشتغل بها العمال هى نحت المقابر الصخرية و زخرفتها بالأخص فى وادى الملوك.

وكان أمنحتب الأول معبودا يحبه عمال المقابر فى طيبه وهو ثانى فرعون الأسرة الثامنة عشرة وهو مع أمه الملكة نفرتارى أعترف بهم معبودين حاميين لطيبة الغربية أرض الموتى وقد ارتباطا فعلا بإله الموتى أوزوريس حتى أنهما كانا يصوران فى الفن كأنما لجلدهما لون أزرق يميل إلى السواد وهو اللون الخاص بذلك الإله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا