عيد الربيع “شم النسيم” عند المصريين القدماء
بقلم: منة الله محمد
كان المصريين القدماء يحتفلون بكثير من الأعياد خلال السنة حتى وصلوا ليكون الفرق بين العيد والآخر بضعة أيام، ومن أهم تلك الأعياد كان عيد الربيع “عيد شم النسيم” الذي كان من الأعياد الموسمية التي تقام كل عام بالنسبة للمصريين القدماء والذي كان يقوم في الأول من شهر شموت بتقويم المصريين القدماء وحالياً حوالي نهاية شهر أبريل أو بداية شهر مايو في التقويم الحديث فكانوا يحتفلون ببداية موسم الزراعة وانتعاش الأرض بعد موسم الفيضانات وبالطبع كان يصاحبه الاحتفالات والغناء والرقص والألعاب تضاء المعابد بالشموع والإضاءة والأنوار وتقديم القرابين مثل بقية الأعياد عند المصريين القدماء.
ولا ننسى الشعائر الدينية وتقديم الشكر للآلهة المصرية والدعاء لهم ولكن المميز في عيد الربيع “عيد شم النسيم” أن المصريين القدماء كانوا يأكلون فيه السمك المملح الذي كان من أهم الأطعمة التي يتم تناولها في عيد الربيع ولكن لماذا اختار المصريين القدماء السمك المملح ليكون طعام هذا اليوم ؟ كانت هذا العادة لها عده أسباب أولا أن السمك يرمز للحياة والخصوبة لدى المصريين القدماء فكانت حياتهم مرتبطة بمجرى نهر النيل وكانت الأسماك بالنسبة لهم مصدر هام للغذاء بتقديم السمك في بداية الربيع كان يعكس الأمل فيهم في حصاد وفير لهذا العام.
السبب الثاني أن شم النسيم كان يعتبر فرصة الإحتفال ببدايه موسم الزراعة الذي يعتمد على النيل فكان تقديم السمك المملح يعبر عن امتنانهم للنيل وايضا الرمزية الدينية ففي بعض الأحيان كان يعتبر السمك من الأشياء المقدسة لدى المصريين القدماء فكان وجوده في عيد شم النسيم لإرضاء الالهه وطلب البركة منهم في موسم الزراعة القادم.
والسبب الأخير وأكثر الأسباب المتعارف عليها وهي طريقه تخزين السمك المملح والتي كانت تضمن للمصريين القدماء غذاء لفترة كبيرة وحمايتهم من المجاعات وكانوا يقدمون السمك المملح و بجانبه البصل والخس كما ذكر لنا هيرودوت بالإضافة إلى البيض الملون والذي يمكننا تفسيره على أنه رمز للخصوبة والحياة الجديدة وتظل هذه العادة وهذا العيد إلى يومنا هذا يحتفل به المصريون كل عام ويأكلون السمك المملح وبجانبه البصل مثلما كان يفعل أجدادنا المصريين القدماء.
