مقالات

“الـصـداقـة”من سلسلة مقالات شازلونج اجتماعي

بقلم : أحمد صالح زغلول

فى زمن الزيف و نُكران الجميل امتلئت القلوب بـنصال الغدر و سكاكين الخذلان، أصبحت الصداقة على هوامش النسيان تخطو خطوات واسعة نحو الهروب من أراضي تتنفس شهيق المصالح وزفير المجاملات، وكـأن الصداقة قاموس لغوي بُعثرت حروفه وكل حرف يبحث عن أخيه في متاهات واسعة من حروف اللغة فهل من لقاء؟!

ما نراه الآن لقاء لا لقاء له، لا سلاما ولا رحمة من قلوبنا، فكيف لقلب يريد صديق صادق وهو أشد القلوب غدرا ! ما نراه الآن مصالح تتصالح وقلوب تتآكل.

أيحق للمرء أن يسعى في أراضي الشوك باحثاً عن زهور الياسمين! وكيف ذلك و الأشواك مسكنه!؟ 

قبل أن نريد صديق صالح علينا بصلاح قلوبنا، علينا بإحياء ذكريات نقاء الطفولة بصدق معاملتها، ببراءة روحها الطاهرة، وليس بقوانين نيوتن “لكل فعل رد فعل ” وكـأنه مباراة من التنس الأرضي وها هي قلوب تُضرب بمضارب من سِچيل، وتتوالى الضربات و يستمر النزيف، و تأتي رياح المعاملة حاملاً معها رمال القلوب الحارقة تنحت من قلوب الآخرين ما تشاء، رحماك يا الله لقلوب اعتاد على توزيع شهادات من الضمان الأبدي في حياة الآخرين.

"الـصـداقـة"من سلسلة مقالات شازلونج اجتماعي
“الـصـداقـة”من سلسلة مقالات شازلونج اجتماعي

للمزيد من المقالات اضغط هنا

نحيا حياة واحدة نعيش في رحم الأمهات ولا ندري بأي صديق يترك لنا ختم الوداع في بداية الأزمات.

ست أعوام تليها ثلاث عجاف ثم ثلاث شداد كم من صديق حصلت؟! لا صديق ولا حبيب ولا سند مجرد أسماء تتذكرها في سن الشيخوخة بعد صراع طويل في البحث عن صديق وها الآن جالساً في مقعد ثنائي في إنتظار الطرف الآخر لإلقاء النرد كفاگ أحلام وردية اغلق الطاولة أنت وحيد !

زمالة حقاً ربما زمالة دراسية مرهونة بوقت محدد ومن ثم الوداع ! قد تكون أيضًا زمالة في مصنع العمل أو شركة مايكروسوفت، لا يُهم فالكل يريد الريادة وأنت وحدك تريد الصداقة… مسكين مسكين مسكين يا ولدي!

في رحلة البحث عن صديق وفي يكاد أن يكون الكلب مختصرا لتلك الرحلة، فأنت تنتظر أن أسأل وأنا أنتظر سؤالك وفي نهاية الأمر تنتهي العلاقة على رصيف الإنتظار ونتساءل من منا يبدأ بالسؤال ؟ من منا يتنازل عن كرامته الجامحة من منا يتفضل بالسؤال وكأنه علاقة بين سادة وعبيد بأي عقل نحن يا من كرمنا الله بالعقل !؟

عليك بالبحث عن ملاذ آمن من يحتوي أحزانك من يستشعر نبضات قلبك في أنين الصمت، من صوتك البائس يدرك كم أنت حزين ! ابحث في أراضي الظالمين عن المظلوم الوحيد واجعله صديق لك سيكون لك جدار برلين وسور الصين العظيم وسد أسوان المنيع.

ما تحتاجه الصداقة أنقى من مصالح مشتركة و زمالة يومية، الصديق من كان صادقا اللسان صادقا العهود صادقا الود والتقدير كل أفعال الصدق كامنة في الصديق، لا تقل هذا صديقي فهذا لقب لا يناله سوى الصادقين حاملين زهور  الياسمين في أراضي الشوك.

أن يكون لك صديق/ة صادق/ة يهون عليك مرارة الأيام ونكد الزوجات وتقلب مزاج الرجال، أن يكون لك سلسال منيرا من الذكريات كفيلة بونس في القلوب حتى توقف نبضاتها.

الصداقة ونس، الصداقة تفاهم وتقدير، الصداقة جناح الطير عند الطيران، زئير الأسد وسط الضباع، ريشة الفنان للألوان، هكذا الصداقة علاقة خلقها الله وترك لنا عبرة في صداقة المصطفى “عليه أفضل الصلاة والسلام” مع الصديق أبو بكر “رضي الله عنه“.

نحن  بحاجة إلى صديق يعامل رب العباد وليس العباد.

فداك أبي وأمي يا رسول الله قالها ابي بكر _ من يفديك أنت يا مسكين ! واعلم أن الصديق من يفيدك بروحه لا بماله.

وكم من صديق فى القلب مسكنه

ترك نورًا يبكي له الجفنُ

وكم من خسيس في القدم مسكنه

ترى التراب فيه وأنت باصقهُ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا