مقالات

مفهوم الجندر وتأثيره على المجتمع

 

كتبت: إيمان قاسم

تشهد المجتمعات المعاصرة تحولات في مفهوم الجندر والتصورات التقليدية التي كانت تسودها، يُشكل هذا التحول العديد من التحديات الاجتماعية والثقافية التي تؤثر على سلوكيات الفرد في المجتمع.

تعتبر قضية النوع الاجتماعي “النوع الاجتماعي” من أهم القضايا التي تعنى بها مختلف الثقافات؛ فكل ثقافة تقدم لأفرادها أطر محددة تفسر خلالها السلوكيات والأدوار الاجتماعية لكلا النوعين، وإن أهمية النوع تكمن في قوة تأثيرها على المجتمع، ومن شأنها أيضًا أن تهز أماط الهوية لدى النوعين مما يترتب عليه التأثير على سلوكيات الفرد في المجتمع وتصوره لذاته.

الجندر
الجندر

يعرف الجندر بأنه مصطلح حقوقي يهدف إلى إلغاء التصنيف الثقافي للذكور والإناث وتوجيه أنظار المجتمع إليهم كنوع اجتماعي قادر على أداء كافة الأدوار الاجتماعية وفقًا لمعيار الكفاءة والهوية الذاتية التي يكونها الفرد بتصوره لذاته؛ فبذلك تتحقق العدالة الاجتماعية وخلق مجتمع متوازن وبناء علاقات تفاعلية سليمة وليس علاقات قائمة على الصراع وتفضيل جنس على آخر، ويترتب عليه قيادة المجتمع إلى الاستفادة الكاملة من طاقاته البشرية.

ويتحدد سلوك الأفراد في المجتمع على التنشئة الاجتماعية والتي تعتبر العنصر الحاسم لفهم كيف يتعلم الأفراد أدوارهم الجندرية والتي تتم عن طريق عادات اجتماعية، وإن السلوك الجندري يعبر عنه الفرد من خلال الحديث، والأخلاق، والملابس، وتتضمن تلك الميكانزمات الأسرة والدين والمدرسة والإعلام.

واتجهت الدول العربية في السبعينات إلى الاهتمام بالمرأة العربية، وتسليط الضوء على القضايا النسائية بهدف تحقيق التنمية والمساواة للمرأة وضرورة إشراكها في الحياة العامة، بدعوى أن ذلك هو السبيل الأنجح لأقدم المجتمع، وتشمل مشاركة اقتصادية، واجتماعية، وسياسية.

وإن ثقافة المجتمع تختلف بمرور الزمن قد تدفع الأفراد إلى تغيير آرائهم ومعتقداتهم، بيد أن تنمية المجتمع دفعت المرأة إلى المشاركة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وترتب على ذلك تغيير في نظرة المجتمع إلى المرأة وتبني مفاهيم جديدة لتعزيز الدور الإيجابي للمرأة والخروج من النظرة الضيقة لقدرات المرأة.

الجندر
الجندر

وبحسب مفهوم الجندر فإن الفروق بين الرجل والمرأة هي من صنيع البشر ناتجة عن عوامل دينية وثقافية، وتتصدى الجنادرية لقضايا هيمنة الرجل على المرأة وممارسة قوة سياسية واجتماعية تندرج تحت مصطلح “مجتمع ذكوري” لذا ارتأت الجندرية وجوب منح المرأة قوة اجتماعية وسياسية تضاهي الرجل في قوته.

وتعمل الجندرية على طمس وإزالة كافة الفروق البيولوجية بين الرجل والمرأة، وترسيخ مفهوم أن بإمكان المرأة القيام بالدور الاجتماعي للرجل، وذلك ينافي أسس الدين الإسلامي والفطرة السليمة، وذلك في قوله تعالى: “وليس الذكر كالأنثى”، وقوله تعالى: “ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله بكل شيء عليمًا”.

قد يهمك أيضاً….

العقل الباطن وقوة التحكم الذاتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا