مقالات

خالفنا الوصية ”استوصوا بالنساء خيرا”

العنف ضد المرأة جريمة لابد من إيقافها

حلول العنف ضد المرأة

الدوافع النفسية من أهم المسببات

بقلم : إبتسام السيد عبد الغفار

إن ظاهرة العنف ضد المرأة يرجع تاريخها إلي ماقبل الإسلام، ومن مظاهر العنف والتعنف ضد المرأة قبل الإسلام أنها كانت أثناء فترة الحيض يطردها زوجها خارج البيت إلي أن ينتهي، ويعتبر هذا العنف إنتهاكاً لحقوقها وحقوق الإنسان، وعلي الرغم من ذلك فهو مازال منتشراً ومستمراً في مختلف المجتمعات، ولقد ظهرت شدة هذا العنف وتباينت مع مرور الوقت متمثلة في الحوادث التي اختلفت بين مجتمع وآخر، ويري الكثير من الناس أن هذا العنف أداة لإخضاع المرأة وإذلالها أمام المجتمع.

خالفنا الوصية ”استوصوا بالنساء خيرا"
خالفنا الوصية ”استوصوا بالنساء خيرا”

للمزيد من المقالات اضغط هنا

ماهو العنف ضد المرأة؟ وماهي أشكاله؟

يعد العنف ضد المرأة وسيلة للقضاء عليها وعلى حريتها، فهو يقوم علي إلحاق الأذى بها وتدميرها بأي شكل من الأشكال، فهو سلوك عنيف يلحق الأذى بها نفسياً وجسدياً وجنسياً ويهدد حياتها وحريتها، وحرمانها من ممارسة حياتها بأمان، ويمنعها أيضا من التمتع بحقوقها في العيش بأمان وسلام، ويعد العنف ضد المرأة إنتهاكاً لحقوقها وحقوق الإنسان، و الجدير بالذكر أن أثر العنف ليس علي المرأة فقط، بل يؤثر أيضاً علي المجتمع بأكمله.

وللعنف ضد المرأة أشكال عديدة منها:_

– العنف الجسدي: يعتبر من أكثر أنواع العنف شيوعاً ويشمل ممارسة القوة الجسدية ضد المرأة، وذلك باستخدام الأيدي أو الأرجل أو أي أداة تلحق الأذى بجسدها ويتخذ عدة أشكال، فقد يكون علي شكل ضرب أو صفع أو غيرها.

– العنف النفسي: يرتبط العنف النفسي بالعنف الجسدي، إذ أن المرأة التي تتعرض للعنف الجسدي تعاني من آثار نفسية كبيرة وقد يمارس هذا الشكل من العنف من خلال عدة طرق، منها إضعاف ثقة المرأة بنفسها، والتقليل من قدراتها وإمكانياتها وتهديدها، وقد يظهر أثره علي المرأة عن طريق الشعور بالخوف، أو الإكتئاب، أو فقدان السيطرة علي الأمور من حولها، أو القلق، أو إنخفاض مستوي تقديرها لذاتها.

– العنف اللفظي: يعد من أكثر أشكال العنف تأثيراً علي الصحة النفسية للمرأة وهو النوع الأكثر انتشاراً في المجتمعات، وقد يكون من خلال شتم المرأة بألفاظ بذيئة أو إحراجها أمام الآخرين أو السخرية منها أو الصراخ عليها.

– العنف الإقتصادي: يشمل محدودية وصول المرأة إلي الأموال، والتحكم في مستوي حصولها علي الرعاية الصحية، والعمل، والتعليم بالإضافة إلى عدم مشاركتها في إتخاذ القرارات المالية وغيرها الكثير.

خالفنا الوصية ”استوصوا بالنساء خيرا"
خالفنا الوصية ”استوصوا بالنساء خيرا”

تعود أسباب العنف ضد المرأة إلي عدة دوافع منها:_

– الدوافع الإجتماعية: تتمثل في الأعراف الإجتماعية التي تستثني وتقلل من فرص المرأة في الحصول علي التعليم والعمل بالإضافة إلى المعايير الثقافية المجتمعية التي تشمل تقبل العنف ضد المرأة كوسيلة لحل وتسوية الخلافات بين الأشخاص.

– الدوافع النفسية: تشمل تعرض الشخص أثناء طفولته للإيذاء ومشاهدته العنف بين والديه، بالإضافة إلى غياب الأب عن الأسرة.

– الدوافع الإقتصادية: تعد من أهم دوافع وأسباب العنف ضد المرأة، ويعود السبب في ذلك إلي ضغوطات الحياة والظروف الإقتصادية الصعبة وإسراف المرأة في الاستهلاك أحياناً.

دور الإسلام في تغيير نظرة المجتمع:

عندما جاء الإسلام غير نظرة المجتمع للمرأة علي أنها آلة يستخدمها الناس لإخضاعها وإذلالها، وأعطى للمرأة حقوقها ورفع من شأنها، بالإضافة إلى أنه أعطاها الحق في التعليم والعمل، وساوى بين الرجل والمرأة في الحقوق.

خالفنا الوصية ”استوصوا بالنساء خيرا"
خالفنا الوصية ”استوصوا بالنساء خيرا”

أبرز الآثار المترتبة علي المرأة والأسرة والمجتمع نتيجة ممارسة العنف ضد المرأة:_

– الآثار النفسية والصحية: يمكن أن ينجم عن العنف ضد المرأة العديد من الإصابات منها: الصداع، وآلام في الظهر والبطن، وإضطرابات في الألياف العضلية والجهاز الهضمي، ومحدودية الحركة، وإعتلال الصحة بشكل عام، بالإضافة إلى الإصابة بالإكتئاب، والشعور بالإجهاد ومشاكل في النوم، كما يمكن أن يقود المرأة أحياناً إلى محاولة الإنتحار.

– الآثار الإجتماعية والإقتصادية: يشكل العنف ضد المرأة عائقاً أمام مشاركتها في الأنشطة المنتظمة، فقد تعاني النساء نتيجة العنف من العزلة وعدم القدرة علي العمل وبالتالي فقدان الأجر كما يمكن أن ينتج عن العنف عدم تمكن المرأة من الإعتناء بنفسها وأطفالها بالشكل الصحيح.

الوسائل المستخدمة في التصدي للعنف:

يجب تعزيز جانب التصدي للعنف الممارس ضد المرأة، إذ تبدأ الوقاية منه عبر المناهج الدراسية التي يجب أن تضم برامج للتعريف بالعنف والاستجابة له، بالإضافة إلى إتباع عدة وسائل منها: الخطط الإقتصادية التي تُمكن المرأة من تعزيز دورها في المجتمع، والإستراتيجيات التي تعزز المساواة بين الرجل والمرأة ومهارات التواصل فيما بينهم، بالإضافة إلى البرامج التي توضح ضرورة قيام العلاقة بين الأزواج وداخل المجتمعات علي مبادئ الإحترام، كما يجب أيضاً التصدي للعنف ضد المرأة من خلال تصويب القواعد الثقافية الخاصة بنوع الجنس، وتنمية إستجابة القطاع الصحي لحالات العنف ونشر الوعي حول هذا الموضوع.

مبادرات عديدة لوقف العنف ضد المرأة:

خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 نوفمبر من كل عام يوماً دولياً للقضاء علي هذا العنف، وسعت من خلال ذلك إلى رفع مستوي الوعي العالمي حول هذه القضية كما دعت جميع الحكومات والمنظمات الدولية، والمنظمات غير الحكومية إلي تنظيم فعاليات خاصة بهذا اليوم لتعزيز مفهوم القضاء علي العنف ضد المرأة في جميع أنحاء العالم.

تتخذ منظمة الصحة العالمية عدة خطوات في طريق وقف العنف ضد المرأة، ومن أبرزها التعاون مع الوكالات والمنظمات الدولية لإجراء بحوث شاملة لمعرفة حجم المشكلة وطبيعة العنف الممارس ضد المرأة في الدول المختلفة وتقدير معدلاته وتحديد التدخلات اللازمة لمعالجته، ووضع الإرشادات للوقاية منه.

أما قانون العنف الدولي ضد المرأة فيدعم إجراءات منع العنف ومحاسبة مرتكبيه وحماية الضحايا، إذ أنه يشتمل علي أحكام تختص بمنع ممارسة العنف ضد المرأة في جميع الظروف.

إحصائيات حول العنف ضد المرأة:

– تعرضت أكثر من 35% من نساء العالم للعنف الجسدي أو الجنسي علي يد الشريك أو غيره من الأشخاص.

– تعرضت نحو 30% من نساء العالم  للعنف الجسدي علي يد شريكهم في العلاقة.

– تعرضت 7% من نساء العالم للإعتداء الجنسي من قبل شخص لا تربطهم به علاقة.

– تصل إحتمالية ولادة النساء اللواتي تعرضن للعنف الجسدي والجنسي للأطفال ذوي وزن ناقص إلي 16% كما تصل إحتمالية إصابتهن بالإكتئاب إلي الضعف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا