رؤية وابداع

حكايات الشاشة الصغيرة 

بقلمي /ساره محمود

هنا على شاشة هذا الجهاز الصغير
الذي رغم صغر حجمه باليد
و لكنه يحوي عالماً ليس بصغير قط
تجوبه أرواح عدة
مغلفة بأشكال و أسماء مختلفة
هنا من يكون على حقيقته
و من يظهر بما يتمنى أن يكون فى الواقع
و لا يستطع أن يحقق ذلك
هنا يوجد من يرتدي أقنعة كثيرة
و يخفي هويته
هنا بدأت حكايات
و انتهت حكايات
هنا فرحت قلوب
و ضحكت قلوب
و انكسرت قلوب
و أيضا بكت أرواح
تعارفت تقاربت و اندمجت
إلى أن أصبحت كيانا واحدا
تخاصمت .. تصالحت
اختفلت .. اتفقت
تقاربت و تفارقت هنا
ثم غادرت
بمجرد ضغطة على زر
كأنها لم تكن هنا
حياتنا أصبحت الآن أسيرة
لمربع أزرق
و لمجموعة أزرار صارت الأن متحكمة
بأهوائنا
إلى أن بتنا عبيدا
و هدرنا و فقدنا أشياء
و مبادىء عده
و ضاع منا معنى الإنسانية
أتذكرون يوم تجمع العائلة فعليا من دون صوت الرسائل التي تلهيك
هل تذكرون ما معنى الصداقة الفعلية الحقيقية ..؟
إن تذكرتم ذلك فأنتم لم تأسروا بعد ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا