مقالات

التيك توك تسلل لمجتمعاتنا كما الكورونا .. أوقفوه

‎التيك توك تسلل لمجتمعاتنا كما الكورونا .. أوقفوه

 

بديعة الصوان

 

مما لا شك فيه أنكم سمعتهم عن تطبيق يحمل اسم “تيك توك“، ومن لم يسمع بذلك التطبيق الذي تسلل لمجتمعاتنا كما الكورونا فأجتاح وتربع على عرش التطبيقات وأصبح بسرعة قياسية من أكثر التطبيقات شعبية ورواجاً بين المستخدمين وعلى وجه الخصوص ” المراهقين “.

‎هذا التطبيق يسمح لمستخدميه تصوير فيديوهات قصيرة لمدة 15 ثانية أو أقل ,ويمنحهم خاصية التعديل واستخدام الكثير من المؤثرات, وفي النهاية يخرج بفيديو قصير واستخدامهم للوسم المناسب سيحصدون الكم الهائل من المشاهدات و “اللايكات“, هذه الأمر لا يحتاج أفكار مبتكرة وخلاقة يكفي أن تشارك بتحدٍ ما أو أن تعيد تمثيل مشهد سينمائي أو مقطع من اغنية لتكون “شخصية مشهورة” .

 

‎كل من يعمل في مجال الإعلام وخاصا الذي يقدم “التقارير التلفزيونية ” يعلم تماماً أهمية مدة التقرير لبقاء المُشاهد أطول فترة ممكنة أمام الشاشة , وبحسب bbc“” لا يمكن أن نحافظ على انتباه المشاهد العربي أكثر من دقيقتين و 45 ثانية للمشاهد الأمريكي ,هذه الدراسة تجعلنا نفكر بالأساس والغاية التي عمل عليها مبرمجي التطبيق من جعل مدة فيديو التطبيق 15 ثانية أو أقل والتي قد تكون سبباً مهماً في تحقيق شهرة وشعبية هذا التطبيق الذي يدخل ضمن مفهوم الإعلام الجديد ,هذه الإعلام الذي أصبح متاحاً لجميع شرائح المجتمع (مع كامل تحفظي على ما يقدم فيه من محتوى ) .

 

‎أما فيما يتعلق بالمحتوى الذي ستشاهده على التطبيق سيجعلك أمام خيارين لا ثالث لهما , فإما ستعجبك الفيديوهات أو ستقوم برمي جهازك من أقرب مكان يترافق معه شعورك بالسخط على ما شاهدته .

 

‎الأمر باب مقلقاً جداً للكثير من الدول , فمثلاً الصين التي بلغ عدد مستخدمي التيك توك فيا نحو 150 مليون مستخدم , هذا العدد الهائل والانتشار الواسع للتطبيق دفع السلطات الصينية لسن قوانين تُحمل مطوري التطبيقات مسؤولية المحتوى الذي ينشره مستخدموها ,وتفرض عليهم مراجعة كل محتوى يُنشر , ذلك يجعلهم أمام مشكلة كبيرة تكمن في كيفية تفسير هذه القوانين وكيفية معرفة فيما إذا كان هذا المحتوى مرفوض وينتهك القواعد أم لا؟

‎أخر ما تم الكشف عنه من قِبَل هيئة أمريكية إن تطبيق تيك توك قام بخرق خصوصية الأطفال , حيث قدم تحالف من 20 جماعة، من بينهم حملة من أجل طفولة خالية من الإعلانات التجارية و”مركز الديمقراطية الرقمية“، شكوى، إلى لجنة التجارة الفدرالية بهذه الخصوص , وعلى أِثرها تم تغريم “تيك توك” 5.7 مليون دولار إلى لجنة التجارة الفيدرالية عام 2019، بسبب جمع المعلومات الشخصية من الأطفال دون سن 13 عاما، وهو انتهاك لقانون حماية خصوصية الأطفال عبر الإنترنت.

 

 

‎أخيراً لا بد من الإشارة الى إن هذه التطبيق كشف عن حجم الإبداعات الهائلة لدى الشباب التي ينبغي علينا الأنتباه لها وتستحق ان يتم استثمارها واستغلالها بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالفائدة بعيداً عن مثل هذه التطبيقات الخطيرة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يعطيك العافية استاذة بديعة على جهودك
    انا مش من مستخدمين التيك توك وحبيت اقرأ المقال عشان اقدر ازيد فرص الهجوم ع المستخدمين بس صدقا كل المقال برغم انه غني بالمعلومات ما بأشر ابدا انه تطبيق يجب توخي الحذر منه او شطبه مثله مثل اي تطبيق واكثر سلاسة على ما يبدو
    وشكرا جدا على معلومة “حفاظ انتباه المشاهد امام الشاشة”

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا